تسعى وزارة التربية الوطنية في اطار استعداداتها للدخول المدرسي المقبل إلى تسطير مخطط وطني يستمر إلى غاية 2030 بالتنسيق مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي يهدف إلى تحديد احتياجات القطاع من الأساتذة على مستوى الأطوار التعليمية الثلاثة.
و سيخضع الأساتذة الناجحون في مسابقة التوظيف إلى تكوين بيداغوجي ابتداء من شهر جويلية القادم وذلك لضمان تحضيرهم في أحسن الظروف للالتحاق بمناصبهم شهر سبتمبر المقبل.
و في هذا المسعى انعقد لقاء تنسيقي مشترك هذا الثلاثاء جمع وزيرة التربية نورية بن غبريط ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار لبحث ملف تكوين الاساتذة في مختلف التخصصات والاستجابة لحاجيات وزارة التربية من أساتذة متخرجين من المدارس العليا عبر التراب الوطني.
احتياجات قطاع التربية تقدر ب20 ألف أستاذ جديد سنويا
وفي هذا الجانب أكدت بن غبريط أن وزارة التربية حددت احتياجاتها من الأساتذة إلى غاية سنة 2030 وهي تتراوح ما بين 14.000 إلى 20.000 أستاذ سنويا.
واعتبرت بن غبريط أن "العجز الكبير" الذي سجله قطاع التعليم العالي في تكوين الأساتذة بالمدارس العليا للأساتذة خلال السنوات الماضية يعود إلى عدم تحديد قطاع التربية الوطنية لاحتياجاته السنوية، مشيرة إلى ضرورة إيجاد "حلول استعجالية" لمسألة تكوين المكونين في قطاع التربية.
المدارس العليا غير قادرة على تغطية احتياجات وزارة التربية
من جانبه أعلن وزير التعليم العالي والبحث العلمي الطاهر حجار عن تنصيب لجنة "رفيعة المستوى" مهمتها تحضير أرضية تسمح لقطاعه بتكوين أساتذة التربية الوطنية وإيجاد حلول لمسألة قلة عدد المدارس العليا للأساتذة.
وحسب حجار فإن المدارس العليا للأساتذة الحالية والتي هي في طور الإنجاز "غير قادرة" على استيعاب احتياجات وزارة التربية الوطنية، مقترحا إدراج وحدة البيداغوجيا لدى الطلبة الراغبين في إكمال مسارهم المهني في قطاع التربية، في انتظار إنهاء انجاز مدارس عليا جديدة.
وقال في هذا الصدد أنه "يستحيل إنشاء مدارس عليا قادرة على تغطية كل الإحتياجات على مدار الثلاث سنوات المقبلة "، مشيرا إلى أن القطاع يحتاج إلى "وقت إضافي" لإكمال انجاز هذه المشاريع.
التكوين الأولي للأساتذة الناجحين في مسابقة التوظيف في جويلية المقبل
كما ستحرص وزارة التربية من خلال برنامج منظم مع وزارة التعليم العالي على مسألة التكوين التحضيري والبيداغوجي للأساتذة الجدد الناجحين في مسابقة التوظيف خلال شهر جويلية المقبل من اجل تحضيرهم للالتحاق بمناصبهم مع بداية الدخول المدرسي المقبل حيث سيتلقى الأساتذة تكوينا في مواد التشريع المدرسي، ونظرة مختصرة عامة على تعليمية المادة، اليبداغوجيا، المناهج، البرامج والكتاب المدرسي، وكذا إدماج وسائل الإعلام الحديثة في العمليات التعليمية للمواد إلى جانب علم نفس الطفل.
ويشار إلى أن مسابقة توظيف الأساتذة التي يجري الإعلان عن نتائجها ابتداء من الـ22 جوان بصفة تدريجية عبر ولايات الوطن قد شهدت مشاركة 19 ألف مترشح للالتحاق برتبة أستاذ في أحد الأطوار التعليمية الثلاثة، بحيث أخذ الطور الابتدائي حصة الأسد في عدد المناصب المفتوحة، بتخصيص 9012 منصب، يليه الطور المتوسط بفتح 6850 منصب مالي في الطور الثانوي.
اضافة 18 تخصصا جديدا في مسابقة التوظيف
كما تقرر إضافة 18 تخصصا إلى قائمة التخصصات الموجودة في مسابقة توظيف الأساتذة لسنة 2015 ، وذلك بهدف تمكين أكبر عدد من المترشحين المشاركة في مسابقات التوظيف، خاصة لفائدة خريجي الجامعات والأساتذة المستخلفين والمتعاقدين على العطل المرضية وعطل الأمومة، الموجودين حاليا في الميدان، على اعتبار أنه في السنوات الماضية كان يتم إقصاء عديد المترشحين من المسابقة بسبب مشكل "التخصص".
وكانت وزيرة التربية بن غبريط قد أشارت في السياق ذاته إلى أنه يستحيل الاستغناء عن الأساتذة المتعاقدين والمستخلفين، لأنه لا يمكن ترك مناصب الأساتذة الذين يذهبون في عطل مرضية قصيرة و متوسطة المدى "شاغرة" دون تعويض، حفاظا على مصلحة التلاميذ.
تنظيم مسابقة الإدارة قبل شهر ديسمبر المقبل
وبخصوص الامتحانات على المناصب الإدارية، كانت الوزيرة قد أكدت في تصريحات سابقة للإذاعة أن المسابقات الخارجية والامتحانات المهنية "الداخلية"، ستنظم قبل شهر ديسمبر المقبل أي قبل نهاية السنة الجارية، على أن يتم برمجة الامتحانات المهنية لفائدة مديري المؤسسات التربوية في الأطوار الثلاثة شهر سبتمبر القادم، لاستغلال كافة المناصب الشاغرة، مع تنظيم الامتحان المهني لترقية الأساتذة في رتبتي أستاذ مكون ورئيسي من خلال استغلال 45 ألف منصب ترقية، مؤكدة بشأن فئة مشرفي التربية بأنه هذه السنة قد تم توسيع قائمة المترشحين لحملة شهادة الدراسات التطبيقية الجامعية في كافة التخصصات دون استثناء وعدم حصر المشاركة فقط على حملة الشهادة في تخصص "التوجيه المدرسي".
المصدر: الإذاعة الجزائرية / وكالات