الراحل شيبوط في آخر حوار مع موقع الاذاعة: هجوم الشمال القسنطيني أكسب الثورة طابعا الشعبي

أكد المجاهد الراحل والوزير السابق، ابراهيم شيبوط ، في أخر حوار له مع موقع الاذاعة الجزائرية، أجري السنة الماضية ، أن التحضير الحقيقي لهجوم الشمال القسنطيني بدأ ثلاثة أشهر قبل التاريخ المحدد. حيث تم التحضير للعملية بسرية تامة.

و أضاف ان فكرة الهجوم و التخطيط له كان بمبادرة الشهيد زيغود يوسف، القائد الذي خلف ديدوش مراد على رأس المنطقة الثانية. و أعتبر أن ذلك غيِّر مجرى تاريخ الثورة الجزائرية حيث شكلت مرحلة حاسمة في الكفاح التحريري الجزائري، ومنعرجاً رئيساً لاكتساب الثورة الجزائرية طابعها الشعبي، وأعطت ضربة قاسية للاحتلال الفرنسي الذي حاول القضاء على الثورة في عامها الأول حتى لا تشمل مختلف أنحاء القطر الجزائري. 

و أوضح الراحل ابراهيم  شيبوط،  أن هجومات الشمال القسنطيني استهدفت بالدرجة الأولى  فك الحصار الفرنسي على منطقتي الاوراس والقبائل المفروض ابتداء من فيفري 1955، وذلك بتحريك الثورة التحريرية وتعميمها في كل مناطق الوطن لاسيما القرى والمدن الكبرى وإسماع صداها على المستوى الدولي.

كما ثمن المجاهد رحمه الله ، دور جبهة التحرير الوطني  في توعية الجزائريين وتنظيمهم ضمن هيئات مختلفة مثل تأسيس فيدرالية جبهة التحرير الوطني بفرنسا في ديسمبر 1954، وإنشاء الإتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين  في جويلية 1955.

و أضاف شيبوط أن العملية تمت عبر مراحل خلال  3 أيام : 20 و 21 و 22 أوت ، فقد كانت مشاركته  في اليوم الثاني  ضمن المجموعة التي شنت هجوما على جهة  تمالوس التي أصبحت اليوم دائرة . و قد نفذ في منتصف نهار 20 أوت 1955 بقيادة البطل زيغود يوسف، وشملت أكثر من 26 مدينة وقرية بالشمال القسنطيني. واستهدفت العمليات المسلحة كافة المنشآت والمراكز الحيوية الاستعمارية، ومراكز الشرطة والدرك في المدن؛ ومزارع المعمرين في القرى والأرياف.

واضاف الراحل "ان المجاهدين تمكنوا من احتلال عدة مدن وقرى في ذلك اليوم المشهود مما سمح للجماهير الشعبية بالتعبير عن رفضها للاستعمار ومساندتها لجبهة وجيش التحرير الوطني."

 كما أشارالراحل شيبوط، إلى ردة  فعل السلطات الاستعمارية على الهجومات الجريئة لجيش التحرير الوطني ، إذ شنت حملة توقيف وقمع واسعة استهدفت الآلاف من المدنيين الجزائريين وأحرقت المشاتي وقصفت القرى جوا وبرا. وقامت الإدارة الفرنسية بتسليح الأوربيين، فشكلوا ميليشيات فاشية وعمدوا على الانتقام من المدنيين الجزائريين العزل ، حيث ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة كبيرة في ملعب سكيكدة .

و في الاخيرأكمل المجاهد الراحل شيبوط  كلامه ، قائلا" الجزائر لم تخضع أبدا للاستعمار الفرنسي"  و ختم قوله بإحساس كبير نابع من قلبه هو شجاعة الشعب الجزائري في ذلك الهجوم و جبن الخونة ( الحركة).

موقع الاذاعة الجزائرية / أمينة جعفر 

 

مجتمع