رفعت صباح هذا الأربعاء راية دولة فلسطين لأول مرة على مبنى الأمم المتحدة بنيورورك والمكاتب التابعة لها عبر أنحاء العالم, في الوقت الذي تستعد فيه الرباعية الدولية لعقد اجتماع خاص لبحث سبل إعادة إحياءجهود السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين المتعثرة بسبب انتهاهات الاحتلال المتواصلة لحق الشعب الفلسطيني ومقدساته.
فلأول مرة في التاريخ يرفرف العلم الفلسطيني على مبنى الهيئة الأممية ومختلف مكاتبها عبر العالم حاملا معه آمال الشعب الفلسطيني في تحقيق السلام واستعادة أرضه المغتصبة من طرف الاحتلال الاسرائيلي الذي يقترف أبشع الجرائم بحق الفلسطينيين متجاهلا كافة المواثيق والقوانين الدولية.
و يرى المحلل السياسي الفلسطيني الأستاذ في العلوم السياسية الدكتور ناجي شراب أن رفع العلم خطوة رمزية لها دلالات سياسية كبيرة تذكر المجتمع الدولي بمسؤولياته اتجاه القضية الفلسطينية و إنهاء الاحتلال الإسرائيلي و في قبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة .
و أضاف الدكتور ناجي شراب أن الخطوة التالية ستكون في التقدم بمشروع قرار لمجلس الأمن للأمم المتحدة بأن فلسطين دولة تحت الاحتلال و بالتالي نذهب إلى المسؤولية الدولية و إلى نطاق الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة.
و يعتقد المحلل السياسي الفلسطيني أنها بداية معركة الشرعية الدولية و التي تؤتي بثمارها و بالنتائج المرجوة.
في الوقت الذي تحيي فيه الأمم المتحدة عيدها ال70 يواصل الشعب الفلسطيني نضاله للعام ال68 على التوالي من أجل استعادة حقوقه والضفر بحريته.
يرى الرئيس الفلسطيني, محمود عباس, في رفع العلم لفتة سلمية تذكر الجميع بإمكانية تحقيق العدالة والاستقلال في نهاية المطاف, مضيفا أن "الأمل هو القوة التي تساعد الشعب الفلسطيني على التحمل والتغلب على الأهوال التي يواجهها".
وحسب الرئيس عباس فإن المجتمع الدولي من خلال تصويته على رفع العلم الفلسطيني في الهية الأممية أكد على تضامنه مع الشعب الفلسطيني وداعاه بالمناسبة إلى استغلال الفرصة لتقديم خطة واضحة لإنهاء الاحتلال وتحقيق استقلال دولة فلسطين.
بالتزامن مع هذا الحدث وكدليل على استمرار الاحتلال في سياسته التعسفية أقدم الجنود الاسرائيليون على إزالة الأعلام التي علقها المواطنون الفلسطينيون على منازلهم ومحالهم التجارية في القدس المحتلة احتفالا برفع علم دولتهم في الأمم المتحدة كما اعتدوا على الصحفيين الذين أرادو توثيق العدوان.
إلى ذلك قام مستوطنون إسرائيليون صباح هذا الأربعاء، باقتحامات جديدة للمسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، وسط حصار عسكري متواصل عليه، يمنع بموجبه المواطنين ممن تقل أعمارهم عن الخمسين عاما من الدخول إليه.
وذكرت مصادر إعلامية نقلا عن شهود عيان إن المستوطنين اقتحموا الأقصى بملابسهم التلمودية الخاصة بعيد المظلة (العرش) اليهودي الذي دخل يومه الثالث، ووسط دعوات من جماعات ومنظمات "الهيكل" المزعوم لأنصارها، للمشاركة الواسعة في الاقتحامات اليوم، بعد أداء صلاة تلمودية عند باب المغاربة.
كما يتواجد عدد كبير من المستوطنين في باحة حائط البراق، للمشاركة فيما يسمى "صلاة الحشد" الكهنوتية، والتي تحدث كل سبع سنوات في هذا العيد، ويشارك فيها كبار حاخامات اليهود في العالم، وأصحاب الأموال،وكذلك رئيس دولة الاحتلال.
وحاولت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات الصباح الباكر إخراج الأطفال وصغار السن من المسجد، لتفريغه بالكامل من المصلين، في حين أدى عشرات المقدسيين صلاتي العشاء والفجر في الشوارع والطرقات القريبة من بواباته.
و في هذا الصدد أفاد مراسل القناة الإذاعية الأولى من غزة خضر الزعنون أن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات استهدفت مواقع للمقاومة الفلسطينية و أرضا زراعية في مدينة غزة و في بلدة بيت لاهية شمال قطاع غزة.
و أضاف خضر الزعنون أن الطائرات الحربية للمحتل أطلقت أكثر من خمسة صواريخ على مواقع المقاومة الفلسطينية أدت إلى وقوع أضرار جسيمة ، و بقيت الطائرات تجوب أجواء قطاع غزة طوال ساعات فجر اليوم .كما توغلت آليات عسكرية إسرائيلية في أراضي زراعية لمواطنين فلسطينيين اليوم شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
المصدر : الإذاعة الجزائرية + وأج