أكد الوزير الاول عبد المالك سلال اهذا الاحد بالجزائر العاصمة انه سيتم اعادة اجراء امتحانات الباكالوريا لسنة 2016 في بعض المواد التي سربت مواضيعها.
واوضح الوزير الاول خلال اشغال اجتماع الثلاثية أنه سيتم تقديم توضيحات حول هذا الموضوع غدا الاثنين من طرف وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط.
وأكد سلال عزم الحكومة على محاربة ظاهرة الغش في قطاع التربية الوطنية "بكل صرامة", ومعاقبة كل مسؤول ثبت "تورطه " في تسريب أسئلة امتحانات بكالوريا 2016 .
وقال سلال إن "الغش مس الكثير من القطاعات, لكن نحن اليوم نعيش غش في قطاع التربية والعلوم وهو أمر غير مقبول, والحكومة ستكون صارمة في محاربة الغش في قطاع التربية" لأن -كما قال-"المساس بقيمة العلم والمعرفة وتربية أبناء الجزائر هو انهيار للمجتمع ومساس بالكيان الوطني والأمن القومي وزعزعة للاستقرار".
وأوضح سلال أن وزيرة التربية الوطنية "ستعلن غدا بكل ثقة وتضامن حكومي عن إجراءات إزاء حالة الغش التي سادت دورة البكالوريا خاصة شعبة العلوم ,وسيكون فيه اعادة لبعض المواد".
وأشار إلى أن " التحقيق" فيما يخص تسريب أسئلة البكالوريا "متواصل", مبرزا أن هذا التحقيق "سيكشف المتورطين والعدالة ستضرب بقوة المتورطين".
وفي نفس الإطار أعلن الوزير الأول أنه "سيتم اتخاذ إجراءات أخرى على مستوى الديوان الوطني للمسابقات والامتحانات", مضيفا أن "كل مسؤول أو عامل عادي لا يتحمل مسؤولياته في قضايا تمس بالاستقرار الوطني سيعاقب".
وأبرز سلال أن السنة الدراسية 2015/ 2016 كانت "عادية وتم التخلص من العتبة" مؤكدا ان "هناك من أراد المساس بإصلاحات المنظومة التربوية لكن الحكومة ستواصل هذه الإصلاحات".
وكان الشركاء الإجتماعيون في قطاع التربية الوطنية (نقابات وجمعيات أولياء التلاميذ)، أكدوا عقب اجتماعهم مع الوزيرة نورية بن غبريت، أن "التوجه العام يتمثل في إعادة تنظيم امتحان البكالوريا جزئيا" في المواد التي ثبت تسريب مواضيعها عبر مواقع التواصل الإجتماعي.
و في هذا الصدد، أوضح رئيس الاتحادية الوطنية لعمال التربية التابعة للاتحاد العام للعمال الجزائريين، فرحات شابخ، أن " اللقاء سمح بتأكيد مبدأ تكافؤ الفرص وعدم ضياع حق التلاميذ"، مشيرا إلى أن التوجه العام يسير ايجابيا نحو تأكيد الإقتراحات التي قدمتها نقابات القطاع وجمعيات أولياء التلاميذ والمتمثلة في إعادة البكالوريا في المواد التي ثبت تسريب مواضيعها و نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي".
و أضاف شابخ أن تحديد المواد التي سيتم اعادة تنظيم االإمتحان فيها، مرتبط بالتقرير النهائي للتحقيق الذي تجريه مصالح الأمن في هذا الشان"، مؤكدا في هذا السياق أن "الوزير الأول سيقدم القرار النهائي بخصوص مصير بكالوريا كما كشف شابخ من جهة أخرى، عن ندوة صحفية مشتركة ستعقدها وزيرة التربية الوطنية مع الشركاء الإجتماعيين يوم الإثنين يتم خلالها الكشف عن رزنامة الإمتحانات، مشيرا إلى أن الشركاء الإجتماعيين قدموا اليوم اقتراحات لتنظيم البكالوريا في الفترة الممتدة ما بين 15 جوان إلى أواخره، مع مراعاة الظروف المناخية لتلاميذ الجنوب. من جانبه ، أكد المنسق الوطني لأساتذة التعليم الثانوي و التقني، مزيان مريان، أن القرار الذي سيصدره الوزير الأول ،"سيحترم اقتراحات نقابات التربية و جمعيات اولياء التلاميذ"،مشيرا إلى أنه " سيتم يوم الاثنين ضبط كل التفاصيل المتعلقة بهذا الإمتحان سواء بالنسبة للتواريخ التي سيتم فيها احترام الظروف التي سيجري فيها تلاميذ الجنوب هذه الإمتحانات".
ومن جهة أخرى شدد مريان على ضرورة الكشف عن المتسببين في هذه التسريبات و معاقبتهم بشدة أمام الرأي العام.
بدوره، أكد رئيس الإتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الصادق دزيري، أن "القرار النهائي الذي سيصدره الوزير الأول حول مصير البكالوريا "يسير في الإتجاه الإيجابي أي الإعادة الجزئية للبكالوريا".
واعتبر أن الشركاء الإجتماعيين "سيلحون على أن يكون القرار النهائي في اتجاه اعادة البكالوريا جزئيا حفاظا على مبدأ تكافؤ الفرص و العدالة والإنصاف لجميع التلاميذ و كذا مصداقية البكالوريا".
من جانبه، أكد رئيس النقابة الوطنية للأسلاك المشتركة والعمال المهنيين لقطاع التربية الوطنية سيد علي بحاري، أن "موقف وزارة التربية هو نفسه موقف الشركاء الإجتماعيين، وهذا لسلامة اجراء البكالوريا".
أما الأمين العام للنقابة المستقلة لعمال التربية و التكوين،بوعلام عمورة فأكد أن "يوم الإثنين سيتم تحديد بدقة المواد التي سيتم اعادة البكالوريا فيها".
وحسبه فإن اعادة الإمتحان سيشمل أكثر من 500 ألف تلميذ ، في شعبة العلوم التجريبية والذين سيعيدون البكالوريا في سبعة مواد، اضافة الى شعبة الرياضيات التي تشترك مع شعبة العلوم التجريبية في مادة الفلسفة واللغات.
أما بالنسبة لشعبة التسيير والإقتصاد وشعبة الأدب واللغات وشعبة الفلسفة والتي لم يمس مواضيعها التسريب فلن يتم اعادة الإمتحانات فيها، يضيف السيد عمورة، بعدما طالب بـ "أن يكون مستقبلا لكل شعبة موضوعا خاصا بها في البكالوريا".
أما رئيس الجمعية الوطنية لأولياء التلاميذ،خالد أحمد، فدعا الأولياء إلى "التريث والصبرعلى إعادة البكالوريا في المواد المسربة والتي سيتم تنظيمها في أقرب الوقت"، خدمة لمصلحة المترشح والمدرسة الجزائرية و طموحهم في التحاق أبنائهم بالجامعة باستحقاق".
كما طمأن بأن "المواضيع لن يتم تسريبها مرة ثانية"، مشيرا إلى أن الوزيرة "تعهدت بضمان تأمين جيد للمواضيع التي يراد إعادتها".