أكد نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشـعبي, الفريق أحمد قايد صالح, هذا الأربعاء, خلال زيارته إلى القاعدة المركزية للإمداد الشهيد محمد سعودي المدعو سي مصطفى ببني مراد بالبليدة (الناحية العسكرية الأولى), أن أمـن الجزائر وصيانة وتمتين ركائز دفاعها الوطني هي علة وجود الجيش الوطني الشعبي.
و قال الفريق قايد صالح في كلمته التوجيهية بالقاعدة إن "أمـن الجزائر وصيانة وتمتين ركائز دفاعها الوطني هي علة وجود الجيش الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني وهي بالتالي تمثل ركنه الركين الذي تستند إليه كل الجهود التطويرية التي يـصـبو إلـى بلـوغ منتهـاها إن شـاء الله تعالى حتى تبقى الجزائر محفوظة وهامتها مرفوعة وقرارها سيدي ويبقى أبناؤها جديرون بحمل رسالة ثورة أول نوفمبر وقادرون على حفظ قيمه الخالدة والـنـبـيـلـة والله المستعان ومن وراء القصد".
وأضاف في هذه الكلمة التي ألقاها أمام إطارات وعمال هذه القاعدة, التي بثت إلى جميع الوحدات عبر النواحي العسكرية الستة عن طريق تقنية التحاضر عن بعد, " أنا على يقين تام بأنكم وأنتم تؤدون واجبكم المهني على مستوى القاعدة المركزية للإمداد فإنكم تدركون مدى الخدمات الجليلة التي تقدمونها شيئا فشيئا لبلادكم الجزائر في مجال تقوية مستلزمات دفاعها الوطني بشتى زواياه", مبديا اعتزاز الجيش الوطني الشعبي بما حققته وتحققه هذه القاعدة الإستراتيجية الكبرى في مجال تجديد العتاد العسكري وعصرنته.
وواصل القول "لقد جسدنا فعلا في الجيش الوطني الشعبي, من خلال مسار القاعدة المركزية للإمداد مبدأ أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة واحدة ولقد اخترنا من أجل قطع هذه الخطوات شعار أن لا مستحيل أمام تحقيق أهدافنا مهما بلغت الصعوبات مبلغها وأن لا مستحيل أمام تحويل هذا الصرح المكلف بتجديد العتاد العسكري وعصرنته إلى قطب استراتيجيي نجعل منه رفقة الصروح الصناعية الأخرى قاعدة انطلاق حقيقية لبناء نهضة صناعية عسكرية وطنية عمادها السير الثابت والمتأني على خطى بلوغ الأهداف المسطرة في هذا المجال الحيوي.
"فعلى الرغم من الإنجازات المحققة فإنني أدرك في الوقت نفسه بأن الخطوات الواجب قطعها مستقبلا والإنجازات الواجب تحقيقها والمجهودات الواجب بذلها هي أيضا معتبرة بالنظر للمشاريع المستقبلية المرسومة الضخمة والطموحة المشروعة في مجال تجديد العتاد العسكري وعصرنته, هذه المشاريع التي نعتبر القاعدة المركزية للإمداد نواتها الصلبة ومنطلقها الأساسي" معتبرا أن هذا الأمر هو "التحدي الكبير الذي لا مناص لنا من مواجهته ومواصلة درب كسب رهانه اعتمادا على الرعاية المتواصلة التي يحظى بها هذا المجال الحيوي من قبل رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني".
وجدد الفريق قايد صالح في هذا الإطار التأكيد على أن التحديات الكبرى في أي مجال من المجالات لا تكسبها إلا العزائم القوية المفعمة بالإصرار والمدعومة بالكفاءة اللازمة وبالخصال الحميدة كالنزاهة والإخلاص والوعي بأهمية المهام المخولة وبحساسية الأهداف الواجب تحقيقها و "التي نصبو من ورائها إلى الأخذ بنواصي القدرة على التخفيف التدريجي من حدة التبعية للآخرين والتكفل الذاتي بمهمة إضفاء طابع الأداء العملي الفعال والمتكيف على عتاد وتجهيزات الجيش الوطني الشعبي بما يسمح بالرفع القوي والمتواصل لكفاءاته العملياتية والتحسين الفعلي والنوعي سنة بعد أخرى لمردوديته الميدانية".
وبعد إشادته بالنجاح الكبير الذي بلغته القاعدة المركزية للإمداد ومساهمتها رفقة مؤسسات صناعية أخرى في الحفاظ على الجاهزية العملياتية لقوام المعركة للجيش الوطني الشعبي, اعتبر الفريق أن "النتائج المحققة إلى غاية اليوم والتي تشهد عليها هذه الإنجازات المعروضة أمامي بهذه المناسبة تمثل العلامات الفارقة والصريحة على أن هذه القاعدة الكبرى والراقية التي أنيطت بها رفقة المؤسسات الصناعية العسكرية الأخرى مهمة المحافظة على الجاهزية العملياتية لقوام المعركة للجيش الوطني الشعبي هي في طريقها الصحيح والسليم نحو الإيفاء بما ينتظر منها من إنجازات بفضل أهلية وفعالية المفاهيم التكنولوجية المعتمدة وجدية وكفاءة العنصر البشري الساهر على إتمام أعمالها.
وأضاف القول" إنه يحق لنا القول بأن سمعة القاعدة المركزية للإمداد قد تجاوزت الحدود الوطنية وهذه حقيقة تؤكدها الإنجازات المعتبرة التي تم تجسيدها في مجال التعاون مع بعض الدول الأجنبية ولا شك أن ذلك سيكون محفزا آخر لكم على مضاعفة المجهودات في سبيل قطع مراحل أخرى توصلنا بحول الله تعالى وقوته إلى مرحلة متقدمة في مجال التجديد والتطوير والعصرنة بل وحتى التصنيع العسكري الذي يبقى هدفا استراتيجيا بالنسبة لجيشنا ولبلادنا".
كما ثمن بالمناسبة الجهود الكبرى التي يبذلها إطارات القاعدة من مهندسين وتقنيين وعمالي في سبيل الحفاظ على هذا المكسب الجد هام والخدمات الجليلة التي تقدمونها شيئا فشيئا لبلادكم الجزائر في مجال تقوية مستلزمات دفاعها الوطني بشتى زواياه, حاثا إياهم على مواصلة بذل المزيد من الجهود التطويرية والتحديثية من أجل بلوغ مستوى علمي تكنولوجي قادر على التخفيف من حدة التبعية التكنولوجية.
وفي ختام اللقاء استمع الفريق قايد صالح إلى تدخلات مستخدمي القاعدة وأفراد وحدات الجيش الوطني الشعبي الذين عبروا عن فخرهم بالإنجازات الهامة لهذه القاعدة.
وكان الفريق في مستهل زيارته قد استمع, رفقة اللواء حبيب شنتوف قائد الناحية العسكرية الأولى واللواء علي عكروم المدير المركزي للعتاد واللواء رشيد شواقي مدير الصناعات العسكرية إلى عرض شامل حول مهام وإنجازات القاعدة المركزية للإمداد قدمه المدير العام للقاعدة تضمن مجمل النشاطات المنفذة في مجال التجديد والعصرنة.
كما قام بعدها بتفتيش مختلف سلاسل الإنتاج ومعاينة نماذج من العتاد والمعدات المطورة على مستوى هذه القاعدة الهامة والتي تعد قطبا رئيسيا لإسناد الوحدات القتالية والحفاظ على جاهزيتها الدائمة سواء من جانب عمليات التجديد والعصرنة أو من جانب صيانة العتاد في مواقع الوحدات عبر النواحي العسكرية الستة.
و عاين أيضا مجموعة من الشاحنات والعربات التي تم تصنيعها من قبل الشركة الجزائرية لإنتاج الوزن الثقيل بالرويبة والشركة الجزائرية لصناعة السيارات ببوشقيف بتيارت التابعتين لوزارة الدفاع الوطني وهي الشاحنات والعربات التي تم تطويرها على مستوى القاعدة المركزية للإمداد بتركيب أسلحة على متنها تتمثل في مدفعية الميدان والمدفعية المضادة للطائرات وأسلحة أخرى وكذا مختلف قطع الغيار التي يتم تصنيعها بهذه المؤسسة الرائدة سواء لفائدة عتاد الجيش الوطني الشعبي أو لفائدة الشركات والمؤسسات الوطنية العمومية والخاصة على غرار شركة سوناطراك.
وخلال زيارته الى الناحية العسكرية الاولى, قام الفريق بتدشين النادي الجهوي للجيش الذي يُعد مكسبا اجتماعيا جديدا وهاما للجيش الوطني الشعبي بالنظر لما يضمه من مرافق الراحة لفائدة مستخدمي ومتقاعدي وزارة الدفاع الوطني وعائلاتهم وهو النادي الذي يتسع لـ(100) شُقة وغُرفة فردية وثنائية (200 سرير) ليتفقد بعدها مختلف مرافقه.