انطلقت هذا الثلاثاء بالجزائر العاصمة أشغال منتدى الأعمال الجزائري-الاسباني تحت الرئاسة المشتركة لكل من وزير الصناعة والمناجم يوسف يوسفي وامينة الدولة للتجارة الاسبانية ماريا لويزا بونسيلا.
و شهد هذا المنتدى- الذي انعقد على هامش الدورة السابعة للاجتماع الثنائي الجزائري الاسباني الرفيع المستوى- حوالي 700 مشارك جزائري و اسباني مشكلين من ممثلين الهيئات المؤسساتية و مؤسسات مالية و متعاملين اقتصاديين و قطاعات اخرى كقطاع الصناعة الغذائية و الطيران و البنوك و الصناعات المعدنية و الآلات الصناعية و مواد البناء و النقل .
و شكل هذا الاجتماع فرصة جيدة لزيادة تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
العلاقات الاقتصادية بحاجة إلى نفس جديد
وسجلت العلاقات الاقتصادية الجزائرية الإسبانية في السنوات الأخيرة وتيرة مقبولة عبر شراكات في مختلف القطاعات و تعزيز المبادلات التجارية لكنها تبقى بحاجة الى نفس جديد.
ففي قطاع الطاقة, تمكن البلدان, في العديد من المرات, من تحقيق مشاريع كبرى و إمضاء اتفاقيات من شأنها تعزيز علاقاتهما في هذا القطاع.
و من بين آخر المشاريع المحققة في قطاع الطاقة يوجد مجمع الغازي "تميمون" بحاسي بارودة (ولاية أدرار) المدشن مؤخرا لإنتاج الغاز و المكثفات.
و يعتبر هذا المشروع ثمرة شراكة بين سوناطراك (51 بالمائة) و الشركة البترولية الاسبانية Cepsa (25ر11 بالمائة) و الشركة الفرنسية Total (75ر37 بالمائة).
و زيادة عن هذا, يوجد المجمع الغازي رقان شمال الذي هو شراكة بين سوناطراك والشركة الاسبانية Repsol و الألمانية RWE-DEA و الإيطالية Edison, و الذي دشن في ديسمبر 2017, كما يعتبر من بين اول المشاريع المنجزة في الجنوب الغربي للبلاد.
كما توجت الشراكة الطاقوية بين الجزائر و إسبانيا بالتوقيع على اتفاقات على غرار عقد استغلال الحقل البترولي لرود الكروف في حوض بركين (ورقلة), الموقع في جانفي بين سوناطراك, الوكالة الوطنية لتثمين الموارد البترولية و الشركة البترولية الاسبانية Cepsa.
كما تحضر سوناطراك و مجمع Cepsa الى شراكة في ميدان الطاقة الشمسية.
و زيادة على هذا, قامت سوناطراك و الشركة البترولية الاسبانية Cepsa في جوان الماضي على إتفاق يقضي بتعزيز الشراكة الموجودة, للسماح للشركتين بتطوير شراكتهم من خلال مواصلة الاستغلال الثنائي و حل الخلافات الموجودة بصفة ودية.
كما عرف البلدان تعزيز لعلاقاتهم خارج المحروقات في المجال المالي عبر إمضاء إتفاق يقضي بتحويل جزء من المديونية الإسبانية لدى الجزائر, الى مشاريع زراعية في ميدان إنتاج الزيتون.
اسبانيا تحتل المركز الرابع من حيث عدد المشاريع الاستثمارية خارج المحروقات
وبخصوص الاستثمارات المصرح بها على مستوى الوكالة الوطنية لتطوير الاستثماري تم تسجيل 65 مشروع استثماري لمتعاملين اسبان خلال السنوات الـ 15 الأخيرة بقيمة إجمالية تقدر بـ 170 مليار دج وهو ما يسمح بإنشاء 5.665 منصب عمل.
وتم إنجاز 47 مشروعا فعليا من بين هذه المشاريع الـ 65 المصرح بها اي بسنبة انجاز تقدر بـ 72 بالمائة بقيمة إجمالية تقدر بـ 150 مليار دج وهو ما مكن من إنشاء 1.744 منصب عملي وفقا لأرقام الوكالة.
ومن بين الدول المستثمرة في الجزائري تحتل إسبانيا المركز الرابع من حيث عدد المشاريع والمركز السابع من حيث القيمة المالية والمركز الخامس من حيث عدد مناصب العمل التي تم إنشاؤها.
وإذا اخذنا بعين الاعتبار الاستثمارات القادم من الدول الأوربية لوحدها تحتل اسبانيا المركز الثالث من حيث عدد المشاريع والقيمة المالية ومناصب العمل بعد كل من فرنسا وتركيا.
وحسب أرقام الوكالة الوطنية لتطوير الاستثماري فإن قطاع الصناعة يستحوذ على حصة الأسد من الاستثمارات الاسبانية في الجزائر بـ 82 بالمائة من إجمالي عدد المشاريع و 99 بالمائة من حيث القيمة المالية و 88 بالمائة من حيث عدد مناصب العمل.
وفي الفترة 2012-2017 بلغ عدد مشاريع المتعاملين الاسبان في الجزائر 53 مشروعا صناعيا مسجلا بقيمة مالية تقدر بـ 167,3 مليار دجي ويسمح بإنشاء 4.970 منصب عملي من بينها 37 مشروع تم إنجازه فعليا بقيمة 148 مليار دج.
وتخص هذه المشاريع قطاعات المياه والطاقة (120 مليار دج) الكيمياء والمطاط والبلاستيك (17 مليار دج) الحديد والصلب والتعدين والميكانيك والكهرباء (16,8 مليار دج) الفلاحة (8 مليار دج) صناعة الخشب والفلين والورق والطباعة (3,2 مليار دج) مواد البناء والخزف والزجاج (2,2 مليار دج) والمناجم والمحاجر (134 مليون دج) والنسيج والخياطة (96 مليون دج).
وتأتي بعد قطاع الصناعة كل من الفلاحة والخدمات والبناء والنقل.
وفيما يتعلق بالمبادلات التجارية البينية تعد اسبانيا ثالث زبون للجزائر بقيمة 4,1 مليار دولار من الصادرات الجزائرية وخامس ممون بـ 3,1 مليار دولار من الواردات الجزائرية.
لكن البيانات الجمركية للشهرين الأولين للعام الجاري 2018 تظهر اعتلاء اسبانيا لصدارة الدول الزبونة للجزائر وهو المركز الذ احتلته إيطاليا لسنوات عديدة.