ندد العشرات من المتظاهرين ، بينهم من يرتدون سترات صفراء, اليوم الثلاثاء, بالعاصمة الليبية طرابلس بــ"الدعم" الفرنسي لقوات خليفة حفتر الذي يقود عمليات عسكرية ضد العاصمة الليبية حسبما إفادته مصادر إعلامية.وارتدى المتظاهرون سترات صفراء للإشارة إلى حركة "السترات الصفراء" في فرنسا والتي تخوض احتجاجات ضد السياسة الضريبية و الرئيس إيمانويل ماكرون منذ نهاية عام 2018.
ورفع المتظاهرون في طرابلس لافتات كتب عليها "يجب أن تتوقف فرنسا عن دعم متمردي حفتر في ليبيا" ، "فرنسا توفر الأسلحة للمتمردين من أجل النفط " ، وغيرها من الشعارات ، حيث تجمعوا في "ساحة الجزائر" بقلب العاصمة طرابلس ، ودعوا إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدول التي "تدعم"العدوان" ، في إشارة إلى هجوم حفتر.واعتبروا في ذات السياق ، أن دعم أي دولة لحفتر "يمكن النظر فيه كإعلان حرب" على ليبيا.
وتشهد العاصمة طرابلس اشتباكات عنيفة منذ 4 أبريل في الضواحي الجنوبية بين قوات حكومة الوفاق الوطني الليبية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي وميليشيات خليفة حفتر التي تسعى للاستيلاء على العاصمة, مقر الجيش الوطني.
وفي 8 أبريل الجاري, أشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أن باريس ليس لديها "خطة خفية" لوضع حفتر في السلطة ، لكن الليبيين يتهمون باريس بعرقلة قرارات إدانة الهجوم داخل مجلس الأمن الدولي و الاتحاد الأوروبي.
وطالب وزير الخارجية المفوض في حكومة الوفاق الوطني الليبية, أمس الاثنين, رئيس مجلس الأمن الدولي، كرستوف هيوسغن ، بتحمل مسؤولياته التاريخية تجاه ما تشهده العاصمة طرابلس وضواحيها من حرب مدمرة وكارثة تصيب الأبرياء, محذرا مما ستسببه من انعكاسات سلبية خطيرة ليس على ليبيا فقط بل على المنطقة والعالم أجمع.
وقتل ما لا يقل عن 174 شخصا ، وجرح 758 بينهم مدنيون ، منذ أن بدأت قوات خليفة حفتر هجومها في 4 أبريل الجاري, على العاصمة الليبية طرابلس, وفق حصيلة جديدة لمنظمة الصحة العالمية.وتسببت المعارك أيضا في نزوح أكثر من 18 ألف شخص, وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.
وحذرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا من أن قصف المدارس والمستشفيات وسيارات الإسعاف والمناطق الآهلة بالمدنيين محرم تماما في القانون الدولي الإنساني. وقالت البعثة على موقعها الرسمي, إنها تقوم بمتابعة وتوثيق كل الأعمال الحربية المخالفة لذلك القانون تمهيدا لاطلاع مجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائية الدولية عليها.
فائز السراج : حفتر "حرك قواته ليحبط آمال الليبيين ويغرقهم في دوامة العنف"
وفي موضوع ذي صلة بالملف الليبي ، أكد ، اليوم ، رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية, فائز السراج, بأن خليفة حفتر "حرك قواته ليحبط آمال الليبيين ويغرقهم في دوامة العنف".وجاء ذلك خلال اجتماع لمجالس الحكماء والشورى وأعيان منطقة الساحل والجبل بغرب ليبيا بالعاصمة طرابلس, حضره رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق, بحسب بيان المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.
وقال السيد السراج : "من هنا أوجه نداء لأخوتنا في الشرق الحبيب, حان الوقت لصوت العقل والحكمة, إن أبناءكم هم أبناؤنا وكلنا ليبيون, ومن تهاجمون هم أخوتكم في الله والدين والوطن, هذه ليست حرب جهاد ضد مستعمر ولا كما يسوق له بأنها حرب ضد الإرهاب".
وتابع : "انتم تعرفون الحقيقة, هي معركة يقودها فرد من أجل السلطة وقودها من أبنائكم وأبنائنا, أدعوهم للعودة لبيوتهم وأهلهم ما زال هناك فرصة لوقف إزهاق الأرواح, والجلوس للحوار بين الليبيين وليس مع دعاة القتل والدمار".وينحدر معظم عناصر قوات اللواء حفتر والتي تنفذ أعمال عسكرية جنوب العاصمة طرابلس من مدن ومناطق شرق البلاد.
هذا الاعتداء لم يكن ليقع بدون تدخلات بعض الدول الباحثة عن مصالحها الضيقة
وأضاف رئيس المجلس الرئاسي في كلمته "حفتر حرك قواته ليحبط آمال الليبيين, ويغرق البلاد من جديد في دوامة من العنف وحرب مدمرة أزهقت فيها الكثير من الأرواح ودمرت ممتلكات خاصة وعامة وعرضت حياة المدنيين للخطر".وأشارإلى أن "هذا الاعتداء لم يكن ليقع بدون تدخلات بعض الدول التي لم تترك بلادنا تنعم بالاستقرار بسبب مصالحها الضيقة".
وختم السراج حديثه, بأن "المعرقلين للحل السياسي أعطوا دورا أكبر من حجمهم, وهذا ما شجعهم على التمادي في موقفهم, والمفروض وجود حزم وحسم الآن من المجتمع الدولي وبشكل علني وصريح".
ودخلت العمليات العسكرية التي أطلقها خليفة حفتر أسبوعها الثاني باسم "الفتح المبين" لتحرير العاصمة طرابلس, لترد حكومة الوفاق بعملية "بركان الغضب" لصد الهجوم. وسقط 174 قتيلا و أكثر من 700 جريح جراء الأعمال العسكرية, بحسب منظمة الصحة العالمية.