أبان الضباط الذين أشرف على تخرجهم اليوم الخميس من الأكاديمية العسكرية لشرشال "الرئيس الراحل هواري بومدين"، نائب وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، في استعراض عسكري باهر مدى انسجام القوات المسلحة.
و في حفل عسكري كانت الأكاديمية العسكرية لشرشال كعادتها في الموعد و أبهرت الحضور عندما أبانت الدفعات المتخرجة التي حملت اسم المجاهد "المرحوم العميد كمال عبد الرحيم" الذي وافته المنية سنة 2017 عن قدرات عسكرية فائقة معززة مرة أخرى انسجام و تناغم القوات المسلحة.
و استهل الفريق قايد صالح حفل تخرج الدفعات بتفتيش مربعات الطلبة ليؤدي بعدها المتخرجون يمين القسم كالتزام منهم على خدمة الوطن في كل الظروف قبل أن يشرف نائب وزير الدفاع بمعية إطارات سامية بوزارة الدفاع الوطني على تقليد الرتب وتسليم الشهادات إلى المتفوقين الأوائل من كل دفعة تشجيعا لهم على التألق و التميز.
و تتشكل الدفعات المتخرجة من الدفعة ال50 من التكوين الأساسي و الدفعة ال12 من التكوين العسكري القاعدي المشترك و الدفعة الثالثة لضباط دورة الماستر. و تلقى المتخرجون تكوينا وفق البرنامج التدريبي المقرر.
و قدم أفراد قوات الجيش الوطني الشعبي البواسل عروضا رياضية في القتال المتلاحم و "الكاراتي" و "الكونغ فو" و "التايكواندو" و حركات بدون سلاح.
وعلاوة على هذه العروض تم تقديم تمرين قتالي بياني أبرز مدى تحكم القوات المسلحة في القضاء على مجموعة إجرامية قبل أن يختتم العرض بتشكيل حماة الوطن لوحة تمثل خريطة الجزائر على ألوان الراية الوطنية راية الشهداء.
كما تابع الحضور بثا مباشرا على شاشة عملاقة لتمرين بياني نفذته القوات البحرية حول تحرير رهائن على متن سفينة و مساعدتهم.
و اختتمت المراسم باستعراض عسكري للدفعات المتخرجة على أنغام الموسيقى العسكرية قبل أن يسدل الستار على التظاهرة على وقع قفز المظليين حاملين الراية الوطنية راية الشهداء و التضحيات البطولات و الأمجاد.
وشكلت المناسبة فرصة أمام الفريق قايد صالح لمتابعة بعض العروض العلمية المنجزة من طرف الطلبة الضباط العاملين عن طريق تقنية البث المرئي عن بعد قبل أن يشرف على حفل تكريم عائلة المجاهد المرحوم، العميد كمال عبد الرحيم.
و وسط حضور قوي لعائلات الطلبة المتخرجين تواصلت مراسم الاحتفال بتسليم راية المدرسة إلى الدفعة القادمة ليفسح المجال أمام إستعراض عسكري مميز ترجم القدرات القتالية العالية التي تزخر بها مختلف أسلحة قوات الجيش الوطني الشعبي وسط تناغم و انسجام تام.
و بالمناسبة أبرز قائد المدرسة، اللواء بلقاسم بوعافية، في كلمة له نوعية التكوين العسكري و العلمي المتخصص المساير للمتطلبات الحديثة في المجالين التقني و التكنولوجي التي تلقاها الضباط مشيرا إلى الدور الريادي للأكاديمية من أجل تخريج نخبة من إطارات الجيش الوطني الشعبي و تلقينهم حب الوطن و العمل الدؤوب على المحافظة على أمن و استقرار البلاد.
و كان الفريق قايد صالح أكد في لقاء توجيهي عقده مع إطارات و طلبة هذا الصرح التكويني عشية حفل التخرج بأن الأكاديمية العسكرية لشرشال "قد حظيت ولا تزال تحظى من لدن القيادة العليا برعاية خاصة ووافية على جميع الأصعدة".
وولد فقيد الجزائر كمال عبد الرحيمي ابن مدينة الجسور المعلقةي قسنطينة يوم 5 مارس 1935 حيث انظم إلى جيش التحرير الوطني سنة 1957. و غداة الاستقلال واصل مشواره العسكري و تدرج في المسؤوليات منها قائد للمدرسة الوطنية لأسلحة القتال بباتنة من سنة 1969 إلى 1972 ثم مديرا لأسلحة القتال بوزارة الدفاع الوطني إلى غاية سنة 1975.
كما شغل الفقيد منصب قائدا للناحية العسكرية الثانية من سنة 1979 إلى عام 1984 إلى غيرها قبل ان يختتم مساره المهني العسكري بتقلد منصب قائدا للقوات
البحرية سنتي 1987 و 1988 ثم يحال على التقاعد. و نجى الفقيد سنة 1993 من اعتداء إرهابي تعرض له من طرف جماعة إرهابية لم تتمكن من النيل منه، فكان أحد رجالات الجزائر البررة إلى أن وافته المنية يوم 24 أكتوبر 2017 بالمستشفى المركزي العسكري للجيش عن عمر ناهز ال82 سنة.