ترأس نائب وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أحمد قايد صالح، الاثنين بمقر وزارة الدفاع الوطني، حفل استقبال وتكريم المنتخب العسكري للقوات الخاصة، حسب ما أورده بيان لوزارة الدفاع الوطني.
وأوضح المصدر ذات أن حفل الاستقبال الذي جرى بحضور الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقائد الناحية العسكرية الأولى ورؤساء الدوائر ومديرين مركزيين ورؤساء مصالح بوزارة الدفاع الوطني وأركان الجيش الوطني الشعبي، جاء بعد "المشاركة المشرفة للمنتخب العسكري للقوات الخاصة في الدورة الخامسة للألعاب العسكرية الدولية التي جرت وقائعها بروسيا من 03 إلى 17 أغسطس 2019، باحتلاله المرتبة السادسة حسب الفرق من بين واحد وعشرين (21) بلدا مشاركا في اختصاص فصيلة محمولة جوا، فضلا عن حصوله على الجائزة الخاصة كأس الفريق المتحد وكذا كأس أحسن فريق مهني".
وخلال حفل التكريم، حرص الفريق قايد صالح في كلمة له أمام الحضور على تقديم التهاني لعناصر المنتخب العسكري للقوات الخاصة بقوله "يطيب لي كثيرا أن ألتقي بكم بهذه المناسبة الكريمة التي تأتي على إثر عودتكم من المشاركة في فعاليات الطبعة الخامسة للألعاب العسكرية الدولية، التي جرت وقائعها بروسيا من 03 إلى 17 أوت 2019، أنتم الذين لم تبخلوا بأي جهد ولم تتوانوا في بذل كل ما في وسعكم، من أجل تحقيق نتائج مرضية، شرفتم بها أنفسكم وجيشكم ووطنكم الجزائر، وإننا نعتبر ذلك بمثابة الإنجاز المشجع، الذي تستحقون عليه اليوم أن نتقدم لكم بأحر التهاني على هذا الجهد المخلص الذي بذلتموه، والذي وجد لدى شعبكم في كافة ربوع الوطن، كل التقدير والعرفان".
وأضاف نائب وزير الدفاع الوطني قائلا: "لقد تابعنا باهتمام شديد فعاليات هذه المشاركة وذلك الإصرار الذي كان يسكن قلوبكم والعزيمة التي تحليتم بها طيلة هذه الدورة، حيث انتزعتم عن جدارة واستحقاق، المرتبة السادسة حسب الفرق من بين واحد وعشرين (21) بلدا مشاركا في اختصاص +فصيلة محمولة جوا+، هذه المرتبة المشرفة المتحصل عليها من بين عدد كبير من المشاركين ونوعية الجائزة الخاصة التي تم التتويج بها، والمتمثلة في +كأس الفريق المتحد+، هي مرتبة متقدمة وجائزة سامية المقام تؤكد الخصوصيات الروحية والنفسية والمعنوية التي يتحلى بها أفراد قواتنا الخاصة الباسلة".
خطوات عملاقة في مجال تطوير وعصرنة الجيش الوطني الشعبي
كما ذكر الفريق قايد صالح بالجهود التي بذلتها القيادة العليا للجيش و"القفزة النوعية والخطوات العملاقة" التي قطعتها منذ سنة 2007 في مجال "تطوير وعصرنة الجيش الوطني الشعبي في شتى المجالات، سواء على مستوى التدريب والتحضير القتالي أو على صعيد اقتناء تجهيزات ومعدات ذات تكنولوجية عالية، يتحكم في ناصيتها إطارات ذوي كفاءات مؤكدة، هذه الجهود التي بذلناها ولا زلنا نبذلها ترمي في مجملها إلى تكوين جيش احترافي بأتم معنى الكلمة، في إطار التشبث بالقيم والثوابت الوطنية المستلهمة من الرصيد الزاخر لثورتنا المظفرة وتاريخنا المجيد".
وأكد الفريق قايد صالح أن "تشبثنا باكتساب الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، لمقومات العصرنة والتحديث في كافة المجالات، وتيقننا من كون المجال التكويني هو حجر الزاوية لأي مسعى تحديثي ناجح، قلت إن تشبثنا بهذه المقومات، جعلنا نمنح أهمية قصوى ودائمة لمنظومتنا التكوينية، ونحرص على منحها كافة الإمكانيات البشرية والمادية اللازمة لأداء مهامها على الوجه الأكمل والأمثل، وتطبيق الأساليب التعليمية والبيداغوجية الحديثة، لاسيما فيما يخص التحضير البدني للأفراد العسكريين، من خلال الاعتماد على أحدث التقنيات والمقاييس العالمية في هذا المجال".
وأوضح أنه "في هذا الصدد بالذات، وانطلاقا من أهمية تحسين القدرات البدنية لفريقنا الوطني، لاسيما أمام فرق دول معروفة ولها تجربة طويلة في مثل هذه الدورات الرياضية العسكرية العالية المستوى، أؤكد مرة أخرى أنه ورغم كون النتائج المحققة مرضية وتستحق التشجيع، إلا أننا نتطلع للمزيد والأحسن، خاصة بالنظر، كما أسلفت، للإمكانيات التي وفرناها، والرعاية التي ما فتئنا نوليها لهذا المجال، إيمانا منا بقدراتنا الذاتية الهائلة وإمكانياتنا غير المحدودة في أن نكون في مستوى الجيوش المتقدمة، ولن يكون ذلك بالبعيد ولا بالمستحيل متى توفرت العزيمة والإرادة ومتى سكن الإيمان القلوب".
وفي ختام كلمته، نوه الفريق قايد صالح ب"الكفاءات الفردية الراقية وبروح الانضباط وقوة العزيمة التي تحلى بها عناصر الفريق الوطني العسكري للقوات الخاصة"، حاثا إياهم على "المضي قدما نحو تحقيق نتائج مستقبلية أكثر إشراقا وأكثر تميزا".
وقال في هذا السياق: "إن حضوري بينكم اليوم وإشرافي الشخصي على مراسم هذا الحفل الرمزي هو دليل قاطع على إيماني الشديد بقدراتكم وإرادتكم الصلبة النابعة من حبكم لوطنكم وسعيكم الدائم والحثيث إلى تشريفه في المحافل الدولية، كونكم تمثلون فريقا شابا خالص القصد، ونقي السريرة وصادق الوفاء لجيشه ووطنه ولشعبه، ذلكم هو الحس بالواجب الوطني، بل حس المسؤولية الذي نعمل دوما على تثبيت عراها بين صفوف الجيش الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، وترسيخ فضائله في عقول وأذهان أفراده بكافة فئاتهم ورتبهم".
كما حث قايد صالح عناصر الفريق الوطني على "المضي قدما نحو تحقيق نتائج مستقبلية أكثر إشراقا وأكثر تميزا بما يتوافق مع طموحات جيشنا الهادفة دوما إلى تحقيق أفضل النتائج على الصعيدين الوطني والدولي، التي تؤكد قدرتنا كجزائريين على حفظ هيبة وطننا وعلى منحه المكانة المرموقة التي يستحقها بين الأمم والشعوب".
وخلص الى القول: "لا يفوتني في الأخير أن أتقدم لكم ومن خلالكم إلى كافة مستخدمي الجيش الوطني الشعبي، عشية احتفال بلدنا المفدى بذكرى يوم المجاهد، (20 أوت 1955 و1956)، المخلد للذكرى المزدوجة لهجومات الشمال القسنطيني، بقيادة الشهيد البطل زيغود يوسف، قائد الولاية التاريخية الثانية وانعقاد مؤتمر الصومام، بتهاني الحارة وتمنياتي بالهناء والسعادة وللجزائر المزيد من التقدم والازدهار في ظل الأمن والاستقرار، وأحثكم على الثبات على عهد السلف الصالح والاقتداء بسيرة الشهداء الأبرار والمجاهدين الأخيار، الذين يكفيهم فخرا وإجلالا أنهم صنعوا تاريخ الجزائر وكتبوا صفحاته المضيئة بدمائهم الزكية وتضحياتهم الجسام وأضفوا على سجله صفة العظمة والخلود، تلكم هي الذاكرة الجماعية المفعمة بكل معاني النبل والقيم السامية، الجديرة بأن تحفظ ولا تنسى أبدا ولا تغيب عن الأذهان لأنها تستحق منكم ومنا جميعا، كل آيات الثناء والتمجيد إكراما لها ولمن صنعوها".
وفي نهاية الحفل التكريمي، أخذت صورة تذكارية جماعية تخليدا للحدث.