جدد مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، بشار الجعفري، التأكيد على أن الجولان المحتل جزء لا يتجزأ من الأراضي السورية، وأن استعادته وبكل السبل التي يكفلها القانون الدولي ستبقى "أولوية لسوريا والبوصلة التي لن تحيد عنها"، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا).
ونقلت الوكالة عن الجعفري قوله - في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن أمس الخميس عبر الفيديو حول الحالة في الشرق الأوسط - أن "الفترة الماضية شهدت ممارسات ممنهجة وخطيرة لسلطات الاحتلال الإسرائيلي حاولت من خلالها تكريس فرض إرادتها على الجولان السوري المحتل.
وقال ان حكومة الاحتلال في الجولان حاولت لهذا الغرض تنظيم ما تسمى انتخابات المجالس المحلية فيه ونهب ثرواته الطبيعية وكان أحدثها نهب ممتلكات السوريين وتهجيرهم لإقامة مراوح كهربائية (توربينات) على مساحة تقارب ستة آلاف دونم في عدد من المواقع المحيطة ببلدات مجدل شمس وعين قنية و بقعاثا ومسعدة.
كما واصل المحتل أعمال الاستيطان وإجبار السكان في الجولان على تسجيل أراضيهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم لدى سلطات الاحتلال الإسرائيلي تحت طائلة الاستيلاء على أراضي المعترضين على ذلك.
وشدد الدبلوماسي السوري، على أن "هذه الممارسات تمثل انتهاكات جسيمة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الذي يتعامل معه البعض بازدواجية فاضحة في المعايير وبنفاق فاق كل الحدود ورغم ذلك فإنها لم تسترع انتباه المنسق الخاص للأمم المتحدة في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف لتضمينها في إحاطاته الشهرية".
تجاهل نيكولاي ملادينوف للمسألة يمثل إخلالا أخلاقيا وسياسيا بمهام ولايته
وأشار الجعفري على أن هذا التجاهل الفظ، من جانب المسؤول الأممي ، يمثل "إخلالا أخلاقيا وسياسيا بمهام ولايته على نحو يتنافى مع مبادئ وقواعد العمل الواجبة التطبيق في الأمم المتحدة ويسقط عنه شرعية هذه الولاية".
وأضاف الجعفري أن "سلطات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت خلال الأيام الماضية سلسلة اعتداءات بالصواريخ الموجهة على أراضي الجمهورية العربية السورية من فوق الأراضي اللبنانية بهدف رفع معنويات ما تبقى من جيوب إرهابية عميلة لها وذلك في انتهاك للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولاتفاقية فصل القوات لعام 1974".
أشار إلى أن "هذه الاعتداءات ما كانت لتتم لولا إخفاق مجلس الأمن بفرض تنفيذ قراراته ذات الصلة على مدى عقود طويلة ولولا الدعم غير المحدود الذي وفرته بعض الدول دائمة العضوية في المجلس لكيان الاحتلال الإسرائيلي المارق والذي شجعه على زيادة وتيرة جرائمه وانتهاكاته وممارسته الإرهاب بعيدا عن أي مساءلة".
وجدد الجعفري التأكيد على أن "الجولان السوري المحتل جزء لا يتجزأ من أراضي الجمهورية العربية السورية وأن استعادته حتى خط الرابع من حزيران لعام 1967 وبكل السبل التي يكفلها القانون الدولي ستبقى أولوية لسوريا والبوصلة التي لن تحيد عنها".
كما شدد في بالمناسبة على "دعم سوريا حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني وعاصمتها القدس مع ضمان حق اللاجئين في العودة إلى ديارهم وفقا للقرار رقم 194 لعام 1948 ومطالبتها بمنح دولة فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة".