قبل نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن أمس الخميس رسميا ترشيح الحزب الديمقراطي له لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، موضحا رؤيته لإعادة بناء الأمة بشكل أفضل في خطاب ألقاه بختام المؤتمر الوطني الديمقراطي الافتراضي الذي استمر لأربعة أيام.
واستهدف بايدن، الذي يخوض انتخابات الرئاسة للمرة الثالثة، مباشرة في بداية خطابه تقريبا، الرئيس الحالي دونالد ترامب، قائلا إن "الرئيس الحالي قد أدخل الولايات المتحدة في الظلام لفترة طويلة جدا.
ثمة الكثير من الغضب و الخوف و ثمة الكثير من الانقسام".
وأفاد بايدن في مركز تشيس في مسقط رأسه ويلمنغتون بولاية ديلاوير بأنه "إذا عهدت إلي بالرئاسة، فسأعتمد على أفضلنا وليس الأسوأ.
وسأكون حليفا للنور لا للظلام"، متعهدا أنه بالرغم من كونه مرشحا ديمقراطيا، سيكون "رئيسا أمريكيا"، وأنه سيعمل بجد من أجل أولئك الذين لم يدعموه كما سيفعل مع أولئك الذين قاموا بذلك.
وسلط المرشح الديمقراطي البالغ من العمر 77 عاما، الضوء على "أربع أزمات تاريخية" تواجه الولايات المتحدة الآن: وباء فيروس كورونا الجديد الذي أصاب أكثر من 5.5 مليون شخص وأودى بحياة أكثر من 170 ألفا في البلاد، واقتصاد وطني يعاني من أسوأ ركود منذ الكساد الكبير، واحتجاجات كاسحة في جميع أنحاء البلاد من أجل العدالة العرقية في أعقاب مقتل الأمريكي الأفريقي جورج فلويد جراء وحشية الشرطة، والتدهور السريع لتغير المناخ.
وقال بايدن "لقد أوصلنا التاريخ الآن إلى واحدة من أصعب اللحظات التي مرت بها الولايات المتحدة على الإطلاق.
هناك أربع أزمات تاريخية ،كلها في نفس الوقت عاصفة كاملة"، مؤكدا أن الانتخابات المقبلة "أكثر أهمية" نظرا لأن "الولايات المتحدة عند نقطة انعطاف، وقت خطر حقيقي، ولكن مع احتمالات استثنائية".
وأمضى بايدن جزءا كبيرا من الوقت خلال خطابه يشرح بالتفصيل ما سيفعله للتعامل مع فيروس كورونا الجديد منذ اليوم الأول له كرئيس، بما في ذلك إتاحة الاختبارات على نطاق واسع بنتائج فورية، وإعطاء المدارس الموارد اللازمة لها لإعادة فتحها بأمان، وتزويد البلاد بما يكفي من الإمدادات الطبية ومعدات الوقاية الشخصية المصنوعة في الولايات المتحدة، وكذلك المطالبة بإلزام وطني لارتداء أقنعة الوجه.
وذكر بايدن أن "مأساة ما وصلنا إليه اليوم هي أنه لم يكن من الضروري أن يكون الأمر بهذا السوء"، مقارنا بين الحالات والوفيات في بلاده، والتي تعتبر الأعلى على مستوى العالم، والأرقام الأقل في الدول الأوروبية والآسيوية.
وقال بايدن عن ترامب "وبعد كل هذا الوقت، لا يزال الرئيس لا يملك خطة".
وبالانتقال إلى قضايا أخرى، وعد بايدن بخطة اقتصادية من شأنها إعادة بناء الأمة بشكل أفضل وتوسيع نظام الرعاية الصحية على أساس قانون الرعاية بأسعار معقولة في عهد أوباما والذي تعهد ترامب بالتراجع عنه ونظام تعليمي يدرب الطلاب بشكل أفضل على الوظائف ولا يجعل الرسوم الدراسية والديون عبئا على الشباب لفترة طويلة.
كما تحدث بايدن عن سد فجوة الدخل، وتحويل التحديات التي يفرضها تغير المناخ إلى فرص لخلق فرص العمل، وعكس تخفيضات ترامب الضريبية من خلال فرض ضرائب على أغنى وأكبر الشركات، وحماية الضمان الاجتماعي لكبار السن الذي قال "إن ترامب هدد بتعطيله عبر خفض الضرائب التي تدفع لتغطي قرابة نصفه".