أكد رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته، طارق كور، الاربعاء، أن الجزائر حققت هذه السنة، عدة "مكاسب" في مجال تعزيز الديمقراطية التشاركية وتكريس دولة المؤسسات ودعم قدرات هيئات مكافحة الفساد.
وقال كور في كلمة له بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة الفساد المصادف ل9 ديسمبر من كل سنة، بالمركز الدولي للمؤتمرات، بحضور مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالحركة الجمعوية والجالية الوطنية بالخارج نزيه برمضان والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة، عبد العزيز مجاهد، والمقيمة الدائمة لمكتب الأمم المتحدة الإنمائي بليرتا أليكو، أن احتفال الجزائر بهذا اليوم هذه السنة تحت شعار "التعافي تحت راية النزاهة"، حمل "عدة مكاسب في مجال تعزيز الديمقراطية التشاركية وتكريس دولة المؤسسات ودعم قدرات هيئات مكافحة الفساد، من خلال الدستور الجديد الذي تضمن أحكاما دستورية تعكس التزام الجزائر بالاتفاقيات الدولية في مجال الوقاية من الفساد ومكافحته، وهو ما ورد في ديباجته".
وأضاف أن التعديل الدستوري "عزز مكانة وقدرات هيئات مكافحة الفساد من خلال التأسيس للسلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته، التي جعلها مؤسسة رقابية ودستر علاقاتها بالمجتمع المدني وأوكل لها مهمة تدعيم قدراته في مجال مكافحة الفساد".
وأوضح المتحدث أن الهيئة تعمل على "إيجاد الآليات والميكانزمات الضرورية لتكريس وتفعيل دور المجتمع المدني في الوقاية من الفساد ومكافحته"، وذلك من خلال بعث مشروع الشبكة الوطنية للنزاهة.
ومن هذا المنطلق، آثرت الهيئة أن تكون الاحتفالات باليوم الدولي لمكافحة الفساد هذه السنة، لعرض هذا المشروع تحت عنوان "الشبكة الوطنية النزاهة كآلية لدعم دور المجتمع المدني في الوقاية من الفساد ومكافحته".
ويعد إنشاء هذه الشبكة -حسب السيد كور- "مبادرة أولى من نوعها منذ مصادقة الجزائر على اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد"، أطلقتها الهيئة بمناسبة اللقاء الذي جمعها بممثلي المجتمع المدني يوم 5 أكتوبر الفارط ولاقت "ترحيبا كبيرا".
وأبرز أهمية هذا المشروع الذي يهدف بالأساس إلى "دعم مشاركة المجتمع المدني في ترقية النزاهة ومكافحة الفساد، عبر تطوير قدراته وإمداده بالأدوات اللازمة"، وسيتركز نشاط الشبكة حول محوري "ترقية نشاطات التحسيس والتوعية والتكوين ضد مخاطر الفساد، ودعم دور المجتمع المدني كجهاز يقظة وإنذار من خلال وضع آليات فعالة للتبليغ عن الفساد وحماية المبلغين".
وفي سياق متصل، ذكر رئيس الهيئة بأهداف المشروع التمهيدي للاستراتيجية الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته والتي يمتد تنفيذها على مدار 5 سنوات 2021-2025 ولخصها في "ترقية ثقافة نبذ الفساد في أوساط المجتمع، تعزيز الديمقراطية التشاركية والرقابة المجتمعية على تسيير الشأن العام، تفعيل دور الحركة الجمعوية في مجال الوقاية من الفساد، إشراك وسائل الإعلام في الوقاية من الفساد ومكافحته وتشجيع التبليغ عن الفساد".
وشدد السيد كور على أن "جهود مكافحة الفساد سيكتب لها النجاح بتضافر الجهود والتنسيق بين كافة الفاعلين"، مضيفا أن الهيئة "تتطلع إلى شراكة أكثر فاعلية وتكاملية مع منظمات المجتمع المدني".
وختم بالقول أن "مكافحة الفساد، في هذه المرحلة المفصلية، تتطلب من الجميع التحلي بروح المسؤولية والعمل على تحقيق الأهداف الأسمى وهي إرساء دولة الحق والقانون وتعزيز ثقة المواطن بمؤسساته وإعادة بناء منظومة القيم الوطنية في ظل جزائر جديدة مناهضة للفساد".
استراتيجية الجزائر للوقاية من الفساد ومكافحته تتضمن مقاربة "شاملة وتشاركية"
من جهتها ، أشادت الممثلة المقيمة الدائمة لمكتب الأمم المتحدة الإنمائي في الجزائر بليرتا أليكو، اليوم الأربعاء بالجزائر العاصمة، بمشروع الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته الذي يتم العمل على إعداده، مؤكدة أنه يتضمن مقاربة "شاملة وتشاركية".
وقالت السيدة أليكو من لمركز الدولي للمؤتمرات، إن مكتب الأمم المتحدة الإنمائي "يدعم" مشروع الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته الذي يتضمن مقاربة "شاملة وتشاركية" وتم إعداده بطريقة تشاركية شملت "كل الفاعلين الوطنيين مع تمثيل واسع للمجتمع المدني وإشراك خبراء دوليين".
وأوضحت أن هذه الاستراتيجية من شأنها أن " تعزز النزاهة والحكم الراشد في الجزائر"، داعية إلى "اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لتطبيق هذه الاستراتيجية على أرض الواقع".
وأبرزت المتحدثة أهمية الاستراتيجية ودورها في "تدعيم دور المجتمع المدني وتطويره مع الحرص على إشراكه في تسيير الشأن العام ومكافحة الفساد".
كما أشادت السيدة أليكو بمشروع إنشاء الشبكة الوطنية للنزاهة كآلية لدعم دور المجتمع المدني في الوقاية من الفساد ومكافحته.
ولفتت إلى " القدرات الكبيرة" التي تملكها الجزائر في سبيل مكافحة الفساد وكذا تحقيق أهداف التنمية المستدامة في آفاق 2030، وهي القدرات التي تمت الإشارة إليها في التقرير السنوي حول الفساد لسنة 2019 الذي أشار إلى أن مكافحة الفساد أصبحت "أولوية وطنية" بالنسبة للجزائر.
وأردفت في ندوة صحفية مقتضبة أن طموحات الجزائر في تحقيق أهداف التنمية المستدامة "كبيرة"، وهو ما جعلها "تحتل المرتبة الثانية في إفريقيا من حيث مستوى التنمية البشرية".
للإشارة،فإن الاستراتيجية الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته والتي يمتد تنفيذها على مدار 5 سنوات 2021-2025، تهدف إلى ترقية ثقافة نبذ الفساد في أوساط المجتمع وتعزيز الديمقراطية التشاركية والرقابة المجتمعية على تسيير الشأن العام و تفعيل دور الحركة الجمعوية في مجال الوقاية من الفساد و إشراك وسائل الإعلام في الوقاية من الفساد ومكافحته وتشجيع التبليغ عن الفساد.