أكدت جمهورية جنوب إفريقيا, أن أي اعتراف بمزاعم الصحراء الغربية كجزء من المغرب هو بمثابة اعتراف بعدم الشرعية الدولية, وذلك في إشارة إلى الإعلان الأخير للرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، الإعتراف بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية المحتلة مقابل تطبيع الرباط للعلاقات مع إسرائيل.
وقال سفير جنوب افريقيا شوليسا مابهونغو, خلال لقاء افتراضي للاحتفال بالذكرى الـ60 للإعلان بشأن منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة, بأن " جنوب إفريقيا ساهمت في الكثير مما أنجزته الأمم المتحدة فيما يخص إنهاء الاستعمار" مضيفا أن بلاده " تتطلع إلى آراء ووجهات نظر جميع الدول حول الكيفية الممكنة للعمل معا للمضي قدما في تنفيذ هذا الإعلان التاريخي".
وفي هذا الصدد, جدد المتحدث تذكير الأمم المتحدة بـ" استمرار حرمان الشعب الصحراوي من فرصة ممارسة حقه في تقرير المصير, وهو الحق المكفول بموجب ميثاق الأمم المتحدة على النحو المبين في إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة, وبأن نضال الشعب الصحراوي هو كفاح من أجل تقرير المصير".
واستطرد الدبلوماسي الجنوب إفريقي خلال هذا الحدث الذي استضافته بالتشارك بعثات الاتحاد الروسي وجمهورية جنوب أفريقيا وجمهورية الفيتنام, بأن دعم بريتوريا لقضية الشعب الصحراوي تقوم على مبادئ إنهاء الاستعمار وتعزيز حقوق الإنسان والشرعية الدولية واستقرار وأمن القارة الأفريقية, وستواصل دعمها للجهود المبذولة لتحقيق حل سياسي عادل ودائم, الذي سيضمن لشعب الصحراء الغربية حقه في تقرير المصير.
وإلى ذلك يضيف فإن جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة تدرك بان "التفويض الأساسي لبعثة المينورسو على النحو المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن 690 (1991) والقرارات اللاحقة, هو إجراء استفتاء حر ونزيه لتقرير مصير شعب الصحراء الغربية".
وفي هذا الصدد، يقول السفير " نلاحظ التطورات الأخيرة في الصحراء الغربية ونؤكد أن هذا يستدعي الحاجة الماسة للأمم المتحدة لتيسير تحقيق الاستفتاء للسماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه غير القابل للتصرف في تقرير المصير بما يتماشى مع التفويض الممنوح لبعثة المينورسو منذ ما يقرب من 30 عاما".
وعلاوة على ذلك، دعت جنوب إفريقيا الأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها بالكامل عن حماية حقوق الإنسان لشعب الصحراء الغربية, وتشجيع الأمين العام على تسريع عملية تعيين المبعوث الخاص للصحراء الغربية, لما لتلك الأداة من أهمية في استعادة الحوار السابق بين الطرفين, المغرب وجبهة البوليساريو, والمساعدة أيضا في تسهيل استئناف المفاوضات المباشرة على النحو الذي دعا إليه مجلس الأمن في قراراته ذات الصلة.
هذا وفي ختام البيان أشارت جنوب إفريقيا إلى الأهمية البالغة لضمان ألا يصبح الزخم الناتج عن الجهود الجديرة بالثناء للمبعوث الخاص السابق للأمم المتحدة السيد هورست كوهلر خلال جولة محادثات جنيف في ديسمبر 2018 ومارس 2019 "أثرا آخر في متحف التاريخ".
المصدر:وكالة الأنباء الجزائرية