أكد وزير الخارجية الصحراوي، السيد محمد سالم ولد السالك، الأحد، أن "المغالطات المعتادة لوزير خارجية المغرب، وإصرار بلاده على مواصلة سياسات الاحتلال والتوسع وتهديد جميع الجيران، ستؤدي في نهاية المطاف بالمملكة إلى الهاوية لا محالة".
وقال ولد السالك - في تصريح لوكالة الانباء الصحراوية (واص) من أديس أبابا - أن "التصريحات الأخيرة التي تحامل فيها وزير الخارجية المغربي على الجزائر عقب الهزائم التي لحقت ببلاده خلال القمة الأخيرة للاتحاد، مليئة بالمغالطات التي ستؤدي لا محالة بالمملكة للهاوية".
وأضاف أن "تصريحات الوزير المغربي، تجسد بوضوح الفشل الذريع الذي تتخبط فيه الرباط، وتبرهن على الورطة التي يتخبط فيها المحتل المغربي، الذي ألقى بمخطط التسوية الأممي الأفريقي إلى البحر، وتسبب في إرجاع المنطقة إلى المربع الأول، ويحاول بكل الأساليب إخفاء مسؤوليته عن النتائج الوخيمة التي ستترتب لا محالة عن التهور وسياسة الهروب إلى الأمام التي اعتمدها كمنهجية لصيقة بنهجه مختلف أساليب الابتزاز، والمتاجرة بالمبادئ، والتعنت، وتزوير الحقائق، وتضليل مواطنيه قبل الرأي العام العالمي".
وأكد ولد السالك أن "وزير الاحتلال المغربي الذي يهاجم الجزائر، ويستكثر على الصحراويين الدعم الذي يلقونه من جزائر الشموخ، لا يتوانى هو ونظامه الفاسد، وبدون حياء، في التحالف مع الشيطان وفي خدمة أجندات جميع الاستعماريين، ويقايض ويشتري ما أمكنه من ذمم بواسطة لوبياته، في حين أنه يستكثر على الشعب الصحراوي سعيه للحصول على تأييد شرفاء العالم الحر لمواجهة الاحتلال، والتوسع، والقمع، والانتهاكات الخطيرة للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
موقف الجزائر منسجم مع الشرعية الدولية
وأضاف وزير الخارجية الصحراوي أن "موقف الجزائر، وبالإضافة إلى أنه منسجم تماما مع عقيدتها وفلسفتها المناهضة لكافة أشكال الاستعمار، فهو أيضا منسجم مع الشرعية الدولية حيث أن ميثاق الأمم المتحدة ومبادئ الاتحاد الأفريقي يفرضان على جميع الدول الأعضاء تقديم كافة أشكال الدعم، بما فيها الدعم العسكري، للشعوب التي تكافح ضد الاستعمار والاحتلال الأجنبي." من جهة أخرى، ذكر الوزير الصحراوي وزير خارجية المغرب أن "الثورة الجزائرية التي حررت الجزائر إثر حرب تحريرية رائدة، ساندت جميع الشعوب المكافحة من أجل استقلالها ولم تتخل عن أي منها حتى تحقيق النصر".
غير أن القضية الصحراوية، يضيف ولد السالك، "تكتسي خصوصية إضافية، فهي تخص بلدا وشعبا جارا وشقيقا للجزائر، لكن أكثر من ذلك شعبا يطرح الاعتداء عليه مسألة جوهرية تتمثل في الخطر الذي يشكله تغيير الحدود وحيازة أراضي الدول المجاورة بالقوة والاحتلال، مما يمس بشكل عميق الأمن القومي لجميع الدول المغاربية التي لها حدود مع الجمهورية الصحراوية، بل ويمس روح الوحدة الأفريقية، والمبادئ الاساسية التي أسست عليها منظمتنا القارية، وينتهك أيضا القانون الدولي والعلاقات الدولية المعاصرة التي من المفترض أن تبنى على أساس احترام القانون، والتعاون والتعايش السلمي بين الشعوب والدول".
وقال الوزير الصحراوي إن "العدوان والتوسع والاحتلال جرائم تصنفها كل المواثيق والمعاهدات الدولية كجرائم حرب وجرائم ضد الانسانية، ومن حق، بل من واجب جميع دول العالم أن تساند وتدعم الشعب الصحراوي حتى يصد هذا العدوان ويحرر أرضه".