حدد فريق من الباحثين الفرنسيين واليابانيين عمر نيزك عثر عليه العام الماضي جنوب غرب الجزائر وأطلق عليه تسمية " EC 002 " بحوالي 6ر4 مليار سنة، حسبما أفادت دراسة علمية ستنشر منتصف مارس الجاري في المجلة العلمية "بروسيدينج أوف ذا ناشيونيال اكاديمي أوف ساينس" وتداولتها الكثير من المواقع العلمية المتخصصة.
و حدد فريق من العلماء بقيادة عالم الكيمياء الجيولوجية جان أليكس بارات من جامعة ويسترن بريتاني بفرنسا، حسب نتائج الدراسة التي ستنشرها دورية "بروسيدنج أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس" في 16 مارس الحالي ونشرت إلكترونيا أول من أمس، أن دراسة نظائر المغنيسيوم والألمنيوم لعينات من نيزك الأكوندريت " EC 002 " الذي عثر عليه ماي 2020 على شكل عدة قطع من الصخور البركانية في منطقة عرق الشاش جنوب غرب الجزائر، تبين أن هذين المعدنين تبلورا منذ حوالي 6ر4 مليار سنة.
وقال الباحثون أن نيزك "الأكوندريت " EC 002 " وهو من النيازك التي كانت ذات يوم جزءا من كوكب أولي وتم تحديده الآن على أنه جزء من كوكب أولي، تشكل قبل ظهور الأرض، ليس بازلتيا ولكنه نوع من الصخور البركانية المعروفة باسم "أنديسايت" الغنية بالصوديوم والحديد والمغنيسيوم وهو "أقدم عينة صخرة مغناطيسية تمت ملاحظتها على الإطلاق حيث لم يتم العثور على عينة أخرى مثلها على كوكب الأرض".
وعلى هذا النحو، فإنه يمثل فرصة نادرة لدراسة المراحل الأولى من تكوين الكواكب ومعرفة المزيد عن الظروف في الأيام الأولى للنظام الشمسي عندما كانت الكواكب ما تزال تتشكل.
ونظرا لأن نيزك " EC 002 " الذي عثر عليه بالجزائر أقدم بقليل من الأرض التي يرجح أن عمرها 4.543 مليار سنة، فمن الممكن أن يكون أشقاؤها من الكواكب الأولية استمرت في بناء الأرض من خلال عقدة من مادة أكثر كثافة في سحابة الغبار التي تدور حول الشمس الصغيرة.
وكتب الباحثون في ورقتهم البحثية : "هذا النيزك هو أقدم صخور بركانية حللت حتى الآن ويلقي الضوء على تكوين القشور البدائية التي غطت أقدم الكواكب الأولية".
ويوجد نوع من الصخور البركانية المعروفة باسم "أنديسايت" في الأرض عموماذ في مناطق الاندساس وهي حدود تكونية للصفائح حيث تتلاقى صفيحتان ويندفع أحد اللوحين أسفل الآخر وينتج عن هذه العملية مخاطر جغرافية مثل الزلازل والبراكين وهذا يشير إلى أن الأكوندريت المكتشف بالجزائر جاء من قشرة كوكب أولي مبكر جدا .
ويقترح الباحثون أن مزيدا من الدراسة حول "الأكوندريت" المكتشف بالجزائر يمكن أن يؤدي إلى فهم أفضل لكيفية تشكل الكواكب.(وأج)