دبلوماسي صحراوي: "المغرب مخيّر بين العملية السياسية أو العودة إلى العزلة الإفريقية"

أكد سفير الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لدى كينيا، عبد الله اباه المد، أنّ "المغرب بات مخيّرًا اليوم بين الانخراط بجدية في العملية السياسية أو العودة إلى العزلة الإفريقية"، مشدّدًا أنّ الاتحاد الإفريقي لن يتساهل مع موقف المملكة المغربية الرافض لجهود الاتحاد الافريقي لتسوية قضية استعمار أرض الساقية الحمراء ووادي الذهب.  

وفي تصريح نشرته يومية "الخبر"، أوعز الدبلوماسي الصحراوي: "أمام رفض المغرب لمقترح السلام الافريقي، لن تتساهل المنظمة القارية مع الدول المارقة"، مبرزًا أنّ المغرب "يجد اليوم نفسه أمام خيارين، إما أن ينصاع لخيارات الاتحاد وينخرط بجدية في العملية السياسية التي بادر بها ورسم معالمها في قراره الأخير، أو العودة إلى عزلته الإفريقية" التي كان عليها قبل انضمامه إلى الاتحاد الافريقي في 2017 بعد 33 سنة من المقاطعة.

واعتبر أباه المد أنّ قرار مجلس السلم والأمن الافريقي الذي أحاط بكل جوانب النزاع في الصحراء الغربية "ينهي ببنوده أسطورة الملكية الحصرية للأمم المتحدة في حل النزاع التي راهن عليها المغرب وروج لها خلال السنوات الماضية".

وأبرز السفير الصحراوي في نيروبي أنّ "قرار التاسع مارس الأخير يؤسّس لعهد جديد في ملف الصحراء الغربية يقوم على اعتبار أنّ النزاع يقوم بين بلدين عضوين، ويطالب بتفعيل أجهزة صنع القرار في الهيئة القارية وانخراطها المباشر في حلّه، كما يطالب بإيفاد بعثة تقصي الحقائق للبلدين العضوين".

وتضمّن القرار الأخير لمجلس السلم والأمن الإفريقي، "مطالبة الأمين العام للأمم المتحدة برأي قانوني استشاري" حول ما يسميه المغرب (فتح قنصليات) في الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، كما أثار القرار ذاته مسألة نهب الثروات ووضعية حقوق الإنسان، ودعوته لإعادة فتح مكتب الاتحاد الافريقي في مدينة العيون الصحراوية المحتلة.

وتابع اباه المد أنّ "هذا القرار يبرز الالتفات الإفريقي للنزاع وتأكيده على طبيعته خاصة" وأنه طالب الدول الإفريقية الأعضاء في مجلس الامن الدولي بتقديم القرار كوثيقة رسمية بالمجلس "يعتمد عليها ويعتبرها مرجعا له" في معالجته لهذا النزاع.

وعن تنكر المغرب لبيان مجلس السلم والأمن الافريقي الأخير، صرحّ الدبلوماسي الصحراوي أنّ المملكة المغربية تستعين بـ"سياسة الهروب إلى الأمام والتلكؤ ونقض العهود حتى أمام الهيئات الأممية" وهو الأمر الذي تأسف له الدبلوماسي الصحراوي، قائلاً: "المغرب خذلنا وخذل الاتحاد الافريقي في الكثير من القضايا".

وقال السفير الصحراوي إنّ "المملكة المغربية راهنت في البداية على انضمام مريح للاتحاد الافريقي ينهي بذلك عزلتها القارية بعدما لاحظت تنامي دور المنظمة الإفريقية ومنافسته لمجلس الامن الدولي في حل القضايا القارية، لاسيما وأنّ 80 % من القضايا التي يتداولها المجلس الأممي تتعلق بنزاعات افريقية".

وأضاف اباه المد: "الرباط راهنت على الانتفاع من التكتل القاري مع الإبقاء على احتلال الصحراء الغربية ونهب ثرواتها وتشريد شعبها، بينما أعلن الجانب الصحراوي رغبته في الدخول في سلام دائم ونهائي مع الجارة الشمالية على أساس الاحترام المطلق لما جاء في المادة الثالثة من قرار مجلس السلم والأمن الافريقي".

ورأى الدبلوماسي الصحراوي أنّ الخطوة "كفيلة بإنهاء حالة الحرب"، مشيرًا إلى أنّ "القرار الافريقي يعبّر عن المشاغل والأهداف التي انطلقت منها جبهة البوليساريو عندما عادت إلى الكفاح المسلح في 13 نوفمبر الماضي" عقب العدوان المغربي على مدنيين صحراويين في المنطقة العازلة بالكركرات (أقصى الجنوب الغربي للصحراء الغربية).

وانتهى اباه المد إلى أنّ "قبول البوليساريو لدعوة التفاوض لا تتعارض مع أهداف الكفاح المسلح، وهي الوصول إلى حل يكفل للشعب الصحراوي حقه في تقرير المصير".

وأج

العالم, افريقيا