يواصل المغرب، سياسته "العدائية" ضد كل الدول التي تدعم تطبيق الشرعية الدولية في تسوية النزاع في الصحراء الغربية وترفض الاعتراف له بسيادته المزعومة عليها، فبعد المانيا واسبانيا والاتحاد الاوروبي،هاجم المغرب، جنوب افريقيا،بسبب مواقفها الداعمة للقضية الصحراوية.
وأفادت مصادر إعلامية مغربية رسمية هذا الثلاثاء أن السفير الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة،عمر هلال، ندد في رسالة وجهها، أمس الإثنين، إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة ،بالدعم غير المشروط" لجنوب إفريقيا للدولة الصحراوية في نضالها التحرري ضد الاحتلال المغربي.
وتأتي رسالة الدبلوماسي المغربي على خلفية،رسالة نقلتها الممثلة الدائمة لجنوب إفريقيا،منتصف الشهر الجاري من جبهة البوليساريو الى رئيس مجلس الامن الدولي, حول تدهور حقوق الانسان في الصحراء الغربية المحتلة.
ولم يتوان المغرب في رسالته، في توجيه الاتهامات الى جنوب افريقيا،بسبب دعمها لحق للشعب الصحراوي في تقرير المصير،لتصفية اخر استعمار في القارة الافريقية.
ويأتي هجوم المملكة المغربية على جنوب افريقيا، اياما قليلة بعد تصريحات رئيس جنوب أفريقيا، زعيم حزب "المؤتمر الوطني الافريقي" سيريل رامافوزا،التي أكد فيها، دعمه الثابت لحق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير،داعيا المجتمع الدولي إلى التعجيل بجهوده الرامية إلى حل النزاع في الصحراء الغربية.
كما أكدت جنوب افريقيا على أن المملكة المغربية، وهي عضو في الاتحاد الأفريقي وبالتالي ملزمة باحترام الميثاق التأسيسي وقرارات الهيئة الافريقية، لا تملك أي سيادة على الصحراء الغربية، وهو الموقف المعترف به في العديد من قرارات الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة وحكم محكمة العدل الدولية الصادر في عام 1975.
و قبل جنوب افريقيا، شن المغرب "حملة عدائية هستيرية" ضد عدة دول ترافع لتطبيق القرارات الاممية في الصحراء الغربية، لإنهاء الصراع الذي يهدد الامن والسلم العالميين.
ففي بداية شهر ماي الجاري،انتقدت الخارجية المغربية، موقف ألمانيا المعارض لاعتراف الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالسيادة المزعومة للمغرب على الصحراء الغربية.
وقبلها كان المغرب، قد أعلن،في شهر مارس الماضي،قطع علاقاته مع السفارة الألمانية بالرباط، بسبب تأكيد برلين على تمسكها بالشرعية الدولية في تسوية النزاع في الصحراء الغربية.
وطالبت ألمانيا المملكة المغربية، تقديم توضيحات حول قرارها استدعاء سفيرته ببرلين "للتشاور"، مؤكدة أن الاتهامات الموجهة اليها "لا تستند إلى أي أساس"، وأن موقف الحكومة الألمانية من القضية الصحراوية "سيبقى كما هو".
في سياق متصل،يواصل المغرب سياسته الابتزازية ضد اسبانيا،التي رفضت حذو نهج ترامب والاعتراف له بسيادته المزعومة على الصحراء الغربية،حيث تورط نظام المخزن في ارسال الاف المغاربة الى مدينة سبتة، في محاولة للضغط على مدريد بعد استقبالها للرئيس الصحراوي ابراهيم غالي للعلاج.
واتهمت وزيرة الدفاع الإسبانية،مارغريتا روبليس،المغرب بـ"الاعتداء" و"الابتزاز"، بعد وصول أكثر من 8000 مهاجر إلى مدينة سبتة، مشددة على أن "الاعتداء على الحدود الإسبانية وحدود الاتحاد الأوروبي غير مقبول بموجب القانون الدولي".
وعبرت المسؤولة الاسبانية عن استيائها من استغلال الرباط للقصر، بالقول "ليس من المقبول تعريض حياة قصر أو مواطنين للخطر لأسباب لا أفهمها".
من جهتها،سارعت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، الى استدعاء سفيرة المغرب لدى اسبانيا للتعبير لها عن غضب السلطات الاسبانية ورفضها للدخول الجماعي لمهاجرين مغاربة الى سبتة.
ودخلت المفوضية الأوروبية على الخط،حيث اعتبرت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، اييفا جوهانسون،على أن الحدود الإسبانية "هي حدود أوروبا، لذلك من اللازم إعادة الأشخاص الذين لا يحق لهم البقاء في سبتة".
وخلفت الأزمات التي تثيرها الرباط مع عديد العواصم العالم, الكثير من السخط و الاستياء،لمحاولة الرباط ابتزاز دول العالم، و الضغط عليها لاستدراجها لأمور منافية للقانون، باستخدام اساليب قذرة ،بينها المغامرة بحياة قصر و رضع, لتحصيل مكاسب سياسية تتنافي و الشرعية الدولية.
وبلغة الخبير في الصراعات الدولية والمتتبع لأداء دبلوماسية بلاده، وصف استاذ تسوية النزاعات الدولية و عضو لجنة الخبراء بالأمم المتحدة سابقا محمد الشرقاوي، ما تقوم به وزارة ناصر بوريطة ب"السيرك الدبلوماسي" الذي فقدت معه الخارجية المغربية بوصلة "الحكمة و الحسابات الدقيقة".
ولا يستبعد السيد شرقاوي, مزيدا من الازمات للمغرب مع دول العالم, متسائلا،"من من سفراء المغرب يحضرون حقائبهم لعطلة مفتوحة في صيف المغرب ذي الأعصاب الساخنة تأهبا للأزمة القادمة! قد يحين الدور لسفيري المغرب في بروكسيل وامستردام!".