أعرب أنطونيو غوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة عن قلقه العميق إزاء إعلان الولايات المتحدة الأمريكية الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران عام 2015 واستئنافها فرض العقوبات على طهران.
وقال غوتيريس في بيان له أمس في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي "لقد أكدت باستمرار أن خطة العمل المشتركة الشاملة تمثل إنجازا كبيرا في مجال عدم الانتشار النووي والدبلوماسية وأسهمت في تحقيق السلم والأمن الإقليميين والدوليين."
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على ضرورة معالجة جميع المخاوف المتعلقة بتنفيذ الخطة من خلال آلياتها قائلا :"يجب التعامل مع القضايا التي لا تتعلق مباشرة بخطة العمل المشتركة الشاملة دون المساس بالحفاظ على الاتفاقية وإنجازاتها" داعيا بقية الدول الأخرى الموقعة على الاتفاق النووي إلى الالتزام الكامل بها وجميع الدول الأعضاء الأخرى إلى دعم الاتفاقية.
وكانت الأمم المتحدة وهيئات أممية تابعة لها على غرار الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد حذرت مرارا وتكرارا في وقت سابق من مغبة فشل الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عام 2015 بين إيران والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا مؤكدة أن ذلك "سيكون خسارة كبيرة للتحقق النووي وللتعددية".
وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن في وقت سابق اليوم انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مؤكدا أن واشنطن ستعيد فرض عقوباتها على طهران وعلى الدول التي تزاول أعمالا معها فيما أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني عقب ذلك أن الاتفاق النووي "أصبح بين إيران و5 دول أخرى فقط" مستثنيا بذلك الولايات المتحدة الأمريكية منه ومقللا في الوقت نفسه من أثر تداعيات العقوبات الأمريكية المتوقعة ضد بلاده.
ويأتي قرار الرئيس الأمريكي تنفيذا لوعيده المتكرر بالانسحاب من الاتفاق في حال عدم التوصل إلى صيغة جديدة له وفرض قيود إضافية على إيران ورغم الضغوط الكبيرة من الدول الموقعة على الاتفاق النووي على الولايات المتحدة طيلة الأشهر الماضية خاصة من قبل حلفائها بريطانيا وفرنسا وألمانيا للالتزام به إضافة إلى تحذيرات روسية وصينية وإيرانية متكررة من مغبة انسحاب واشنطن من الاتفاق أو حتى مجرد تغيير في بنوده.