ينتظم موكب جنازة رئيس الجمهورية التونسية، الباجي قايد السبسي، هذا السبت انطلاقا من مقر اقامته بقصر قرطاج على الساعة 11 صباحا في اتجاه مقبرة الجلاز بالعاصمة بحضور عدد من قادة ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة الى جانب ممثلي المنظمات الدولية والاقليمية وعدد من الشخصيات الوطنية، حسب رئيس الحكومة يوسف الشاهد.
وتم على الساعة العاشرة و50 دقيقة من صباح اليوم الجمعة، نقل جثمان الرئيس الراحل، الباجي قائد السبسي، الذي وافته المنية يوم أمس الخميس, من المستشفى العسكري بتونس العاصمة نحو قصر قرطاج وسط إجراءات أمنية مشددة وتجمهر كبير للمواطنين.
وغادر جثمان الرئيس الراحل, المستشفى العسكري على متن عربة إسعاف عسكرية موشحة بالراية الوطنية التونسية وبإكليل من الزهور وسط حضور كبير للمواطنين اللذين كانوا في توديع الفقيد على أنغام النشيد الوطني, مرددين عبارات الترحم على روحه الطاهرة.
وسيتم تنظيم جنازة وطنية كبرى, يؤمنها الجيش الوطني هذا السبت، لتوديع الرئيس الراحل، يحضرها عدد من رؤساء الدول, ووفود أجنبية حسب ما أعلن عنه رئيس الحكومة يوسف الشاهد في تصريح إعلامي أمس الخميس.
وقد ادى مساء أمس الخميس رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر اليمين الدستورية ليتولى رسميا منصب رئيس مؤقت للجمهورية التونسية، وفق ما يقتضيه الدستور(الفصلين 84 و85) الذى ينص على أن" يتولى فورا رئيس مجلس نواب الشعب بعد الشغور النهائي في منصب رئيس الجمهورية، مهام رئيس الجمهورية بصفة مؤقتة لأجل أدناه خمسة وأربعون يوما وأقصاه تسعون يوما".
وتعّهد الناصر(85 عاما)، والذي شغل منصب رئيس مجلس نواب منذ 2014، في كلمة توجه بها إلى الشعب "بالعمل بأحكام الدستور, والالتزام بالحفاظ على إستقلال تونس وسلامة ترابها واحترام دستورها وتشريعاتها".
كما ثمّن رئيس البرلمان، ما قام به الفقيد الباجي قايد السبسي في بناء دولة الاستقلال وخلال رئاسته للجمهوريّة في السنوات الخمس الماضية مقدّما تعازيه للعائلة وللشعب التونسي، وداعيا التونسيين إلى تعزيز الصف والتضامن بهدف مواصلة الطريق وتحقيق مطامح الشعب التونسي.
وقد تم إعلان الحداد الوطني لمدة سبعة أيام، وتنكيس الأعلام بالمؤسسات الرسمية، الى جانب إلغاء كافة العروض الفنية في مختلف المهرجانات الصيفية بجميع الولايات وذلك حتى إشعار اخر، الى جانب تأجيل مختلف الانشطة الشبابية والرياضية المبرمجة .
كما أعلنت عدة دول من بينها الجزائر والأردن وليبيا ولبنان وفلسطين تنكيس الأعلام بالإدارات والمؤسسات الرسمية والحداد لمدة ثلاثة أيام إثر وفاة الرئيس قايد السبسي، كما توجه قادة ورؤساء منظمات ودول شقيقة وصديقة بالتعازي لتونس حكومة وشعبا، مثمنين نضالاته ومواقفه الحكيمة والرصينة إزاء مختلف القضايا العربية والإقليمية.
من جهة اخرى أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات ان يوم 15 سبتمبر 2019 موعدا جديدا للانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها. وقال نبيل بفون، رئيس الهيئة، إن هذا التاريخ "يبقى تاريخا مبدئيا إلى حين تأكيده اليوم الجمعة بعد مزيد التداول فيه"، معلنا أنه سيتم فتح باب الترشحات للرئاسية في شهر أغسطس المقبل.
وأكد بفون في تصريح صحفي عقب لقاء جمعه مساء الخميس في قصر باردو برئيس الجمهورية المؤقت، محمد الناصر، أنه "إلى حد الن، لا تغيير في رزنامة الانتخابات التشريعية، ومازال موعدها مقررا ليوم 6 أكتوبر 2019"، وأشار إلى"إمكانية حصول تداخل في المواعيد الانتخابية بسبب تقديم الانتخابات موعد الرئاسية"،لافتا إلى أن "هذا الأمر فرضه الدستور، ولا يمكن تجاوزه".
يشار الى ان الباجي قايد السبسي (92عاما) انتخب في 22 ديسمبر 2014 رئيسا للجمهورية التونسية، لعهدة بخمس سنوات, بنسبة 68ر55 بالمائة من الأصوات المصرّح بها، ليصبح أول رئيس للجمهورية الثانية كما اسس حزب حركة نداء تونس الذي فاز بالإنتخابات التشريعية التي جرت في 26 أكتوبر 2014.
المصدر : واج