أفادت دراسة قدمت نتائجها، الخميس بالجزائر العاصمة، بأن داء السكري يأتي في مقدمة العوامل المتسببة في التعرض إلى أمراض القلب التاجية.
وأوضحت الدراسة التي أعدها الأستاذ مراد بوخلوة في شكل أطروحة تم انجازها بين جانفي 2016 و جانفي 2019 شملت 500 مريض مصاب بأمراض القلب والشرايين يتابعون علاجهم بمستشفى نفيسة حمود بالعاصمة، أن العامل الأول المتسبب في إصابة هذه العينة هو داء السكري الذي شهد خلال السنوات الأخيرة ارتفاعا "بشكل مخيف" -حسبه- إلى جانب عوامل أخرى مثل التدخين والسمنة وارتفاع نسبة الكوليسترول وعامل السن.
و ركزت الدراسة، الأولى من نوعها و التي اشرف عليها رئيس مصلحة أمراض القلب والشرايين بالمؤسسة الإستشفائية الجامعية نفيسة حمود الأستاذ جمال الدين نيبوش، وشملت عينة من الجنسين تبلغ 50 سنة ما فوق ، على ضرورة التكفل بفئة المرضى مبكرا وتسهيل وتحسين مختلف مراحل العلاج لتفادي تعرض هؤلاء إلى الأزمة القلبية وأزمة شرايين الدماغ التي تمثل "عبء ثقيلا على الدولة والمجتمع" -كما أضاف الأستاذ بوخلوة.
وحسب ذات المختص فإن هذه الدراسة التي اعتمدت على عينة تابعة لمحيط جغرافي ضيق إلا أنها تمثل "المعدل الحقيقي لتعرض المجتمع إليها على المستوى الوطني" خاصة إذا علمنا أن نسبة حاملي داء السكري من بين مجموع عدد السكان حسب التحقيق الوطني الأخير قد بلغت أزيد من 14 بالمائة وأن حوالي 13 مليون شخص يجهلون إصابتهم بهذا المرض.
كما اعتبرت الأستاذة أم السعد كريم مختصة في أمراض القلب والشرايين بالمؤسسة الإستشفائية حساني اسعد ببني مسوس أن هذه الدراسة التي "تم إعدادها بشكل دقيق حسب المعايير العلمية العالمية تحمل معلومات ثمينة تساعد السلطات العمومية على وضع استراتيجية وطنية للتكفل بأمراض القلب والشرايين بالجزائر".
و وصف رئيس مصلحة أمراض القلب والشرايين بذات المؤسسة الأستاذ محمد شطيبي هذه الدراسة بـ "المهمة جدا "بالنسبة للمجتمع والمنظومة العلمية "من حيث تقديمها للمعدل الحقيقي للإصابة بهذه الأمراض التي تأتي في مقدمة أسباب الوفيات بالجزائر".