لقي 127 شخصا مصرعهم، في اشتباكات في الأيام الأخيرة بين جنود ومدنيين خلال عملية لنزع الأسلحة في بلدة تونغ بوسط دولة جنوب السودان، حسبما أعلن متحدث عسكري، اليوم الأربعاء.
وأشار الجنرال، لول رواي كوان، إلى أن الاشتباكات بدأت السبت فيما كانت قوات الأمن تقوم بعملية لنزع الأسلحة من المدنيين في المنطقة التي شهدت اشتباكات قبلية دامية.
وأوضح أنه "في آخر حصيلة، أؤكد لكم أن عدد القتلى ارتفع إلى 127" شخصا، مضيفا أن 45 من القتلى هم جنود من جيش جنوب السودان و82 من الشبان المسلحين من المنطقة.
كما أعلن أن اثنين من العسكريين ممن تورطوا في "إشعال الاشتباكات" تم توقيفهما وبأن الوضع في تونغ قد هدأ.
من جهته، أفاد رئيس "شبكة العمل حول الأسلحة الصغيرة في جنوب السودان" جيفري ديوك أن "الاشتباكات يجب أن تكون فرصة لإعادة التفكير في مقاربة نزع السلاح.
ما الهدف من نزع الأسلحة من دون معالجة الأسباب التي تدفع الناس إلى تسليح أنفسهم"، واسترسل قائلا : "يمكن أن ننزع الأسلحة هذا الأسبوع، ويقومون بشراء غيرها الأسبوع المقبل طالما رأوا حاجة لاقتنائها".
يذكر أن أعمال العنف في تونغ قد بدأت بعد خلاف بين عدد من الشبان المسلحين والجنود، وتمت السيطرة على مواجهة مسلحة في بادئ الأمر، ليتم بعدها حشد اشخاص آخرين لشن هجوم على مركز الجيش حسب المصادر.
وبعد أكثر من ست سنوات على حرب أهلية في البلاد، وفي غياب حكومة فاعلة ما زال العديد من البلدات مدججا بالسلاح الذي يحتفظ الأهالي به للحماية وللتصدي لسرقة المواشي.
وتحاول جنوب السودان تخطي ست سنوات من حرب أهلية أدت إلى سقوط 380 ألف قتيل ونزوح الملايين، فيما تعد عملية نزع الأسلحة من أكبر العراقيل.
وقد حذر الخبراء من إجراءات غير مدروسة بشكل جيد تجبر الأهالي على تسليم السلاح، إذ أن بعض التجمعات السكانية يمكن أن تجد نفسها غير قادرة على حماية نفسها بعد نزع الأسلحة.