فقدت الأسرة الثورية هذا الأحد 3 أسماء من المجاهدين الذي لبوا نداء الوطن وفجروا الثورة التحريرية المظفرة ويتعلق الأمر بكل من المجاهد عمار عريف ومحمد عيطو وتواز العربي حسبما علم لدى وزارة المجاهدين وذوي الحقوق.
المجاهد عمار عريف
هذا وانتقل المجاهد عمار عريف، عضو جيش التحرير الوطني ، اليوم إلى رحمة الله عن عمر ناهز الـ95 عاما.
ويعد عمار عريف من الرعيل الأول الذين لبوا نداء الوطن عشية الفاتح من نوفمبر 1954 وممن فجروا الثورة التحريرية بالولاية الأولى التاريخية، وهو من مواليد 6 يونيو 1926 بمنطقة يابوس، ولاية خنشلة، حيث نشأ في أسرة متشبعة بمبادئ الدين الاسلامي والقيم الوطنية، كما احتك بمناضلي الحركة الوطنية، قبل أن يلتحق بالثورة التحريرية.
وقد كافح الفقيد جيش المستعمر ضمن الفوج الرابع بناحية يابوس، حيث ألحق في كل العمليات التي خاضها رفقة ثلة من المجاهدين، خسائر فادحة في صفوف العدو، مما جعله محل متابعة وبحث من طرف السلطات الاستعمارية، حيث ألقي عليه القبض بعد اشتباكات بنواحي أشمول، وتم اعتقاله ليحول بعد محاكمته إلى سجن لمبيز إلى غاية وقف إطلاق النار سنة 1962.
وإثر المصاب الجلل، تقدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة، إلى أسرة المجاهد عمار عريف ورفاقه في الجهاد، بأصدق تعازيه، وأخلص مواساته سائلا المولى جلت قدرته أن يتغمد روح الفقيد بواسع الرحمة والرضوان.
المجاهد محمد عيطو
انتقل إلى رحمة الله المجاهد محمد عيطو عن عمر ناهز الـ83 عاما بعد حياة مليئة بالتضحيات والمواقف النبيلة.
وعاش الفقيد المولود عام 1938 بعين آزال ولاية سطيف، طفولته في أحضان عائلة محافظة تلقى أول تعليمه في الكتاتيب بمسقط رأسه.
ونشأ متشبعا بمبادئ الدين الاسلامي والقيم الوطنية كما كانت لمجازر الثامن ماي 1945، التي عرفتها ولاية سطيف، الأثر الكبير في تكوين شخصيته، وهي بمثابة رفض كل أشكال السيطرة والهيمنة الاستعمارية, ومن هنا بدأت مسيرة والدرب النضالي للمجاهد الفقيد خاصة بعد احتكاكه بمناضلي الحركة الوطنية.
ولبى المجاهد محمد عيطو نداء الوطن حيث التحق بصفوف الثورة التحريرية المظفرة سنة 1957، بالولاية الثالثة التاريخية، أين أبلى البلاء الحسن في الكفاح وأظهر كفاءة وتفان كبيرين في النضال والجهاد خلال مسيرته، فأكسبه ذلك احترام وثقة العديد من القادة والمجاهدين.
وكانت قناعته وإيمانه بأنه لا سبيل إلى الحرية والانعتاق إلا التضحية، فواصل رسالة الجهاد إلى جانب إخوانه المجاهدين إلى أن تحقق النصر المبين سنة 1962.
وفي برقية تعزية بعث بها إلى أسرة الفقيد ورفاقه في الجهاد، قدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، أصدق تعازيه وأخلص مواساته قائلا بأن الفقيد واصل نضاله في خدمة الوطن مخلصا لرسالة الشهداء إلى أن وافته المنية أمس السبت بعد حياة مليئة بالتضحيات والمواقف النبيل
المجاهد تواز العربي
وانتقل الى رحمة الله المجاهد وعضو جيش التحرير وأحد أعيان منطقة الأبيض سيد الشيخ بولاية البيض، تواز العربي، المدعو "سي يحياوي" عن عمر ناهز الـ86 عاما.
ويعد الفقيد ، المولود سنة 1935 بالأبيض سيد الشيخ (ولاية البيض)، أحد الملقبين من طرف عساكر العدو الفرنسي "بالرواد الحمر" ضمن مجموعة تضم أربعين مجاهدا.
وقد التحق "سي يحياوي" بصفوف جيش التحرير الوطني بتاريخ 01-10-1956 بالجنوب الغربي للوطن (الولاية الخامسة التاريخية) حيث خاض العديد من الكمائن والمعارك من بينها معركة "محجوبة" سنة 1957، و معركة "جبل كسال" عام 1958 ومعركة "غزالة" عام 1959 ومعركة "القعدة" ومعركة "الخنيقات" في يوليو 1960, أين أصيب بجروح بليغة على مستوى اليد والرجل.
وعلى إثر هذه المعركة، ألقي عليه القبض، حيث قضى بقية أيامه مصابا بزنزانة داخل ثكنة عسكرية بالبيض إلى أن نقل إلى سجن بحمام بوحجر، قبل أن يطلق سراحه في الـ 12 مارس 1962.
وبعد الاستقلال، التحق المجاهد الفقيد بصفوف الجيش الوطني الشعبي حيث أدى واجبه إلى غاية سنة 1987، لينهي مسيرته المهنية برتبة ملازم أول، ليتفرغ بعدها لكتابة مذكراته والمساهمة في عديد النشاطات التاريخية.
وأمام هذا المصاب الجلل, تقدم وزير المجاهدين وذوي الحقوق،العيد ربيقة,، إلى كل أفراد عائلة المرحوم وإخوانه المجاهدين بتعازيه القلبية الخالصة المشفوعة بأصدق مشاعر التضامن والمواساة في مواجهة هذه المحنة الأليمة.
وقال الوزير بالمناسبة إنه بوفاة تواز العربي "نكون قد فقدنا واحدا من رموز وأعيان الأبيض سيد الشيخ"،, راجيا من المولى العزيز القدير أن "يتغمد المرحوم بواسع رحمته وشامل غفرانه وعميم رضوانه وأن يلحقه مع الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، وأن يرزق أهله وذويه جميل الصبر ووافر السلوان"