دعت وزيرة الخارجية الليبية نجلاء المنقوش، هذا الثلاثاء، بالجزائر، إلى دعم اجراء الانتخابات القادمة في بلادها، مشيرة إلى التحديات الكبيرة التي تواجه هذا الاستحقاق خصوصًا في الشقين الأمني والاقتصادي.
في مؤتمر صحفي نشطته مع نظيرها رمطان لعمامرة، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، في ختام اجتماع دول جوار ليبيا بالجزائر، قالت المنقوش إنّ: "موضوع الاستقرار أولوية لضمان إمكانية اجراء الانتخابات بطريقة نزيهة وشاملة".
وأضافت أنه "لا بدّ من العمل على استقرار البلد حتى تكون هناك شرعية عن طريق انتخابات ولابد أن لا تكون هذه الأخيرة أولوية على حساب الاستقرار، لأنّ ذلك سيخلق مشاكل أمنية لا يحمد عقباها"، مشدّدة: "لا نريد لليبيا أن تدخل في حرب أهلية أخرى".
واعتبرت المتحدثة أنّ "نجاح المصالحة الوطنية يجب أن يعتمد على استراتيجية طويلة المدى، تبنى على مراحل ويجب عدم التعويل على الجهود الدولية"، مشيرة إلى أنّ "المصالحة الوطنية يجب أن تكون بجهد وطني مع دعم من الجهات الدولية كالاتحاد الافريقي ودول الجوار والدول الصديقة والشقيقة مثل الجزائر".
وتابعت الوزيرة الليبية: "لا بدّ أن يكون الجميع "جزءًا من هذه المصالحة لكي تتوحد الرؤية، وليكون هناك تصور موحّد إيجابي لمستقبل البلاد".
اجتماع تشاوري قريبًا
فيما يتعلق بمبادرة استقرار ليبيا، أوضحت المنقوش "من شـأن المبادرة أن تكون آلية تفعيل لمخرجات برلين (1 و2)"، كاشفة عن اجتماع تشاوري مرتقب أواخر شهر سبتمبر المقبل، أو الأسبوع الأول من أكتوبر القادم لبحث الشق الأمني الخاص بليبيا، وهو ما ستكون له "أهمية كبيرة"، وسيكون بمثابة "أول مبادرة لحكومة الوحدة الوطنية بتوجه ليبي، ولكن بما لا يخالف مخرجات برلين (1و2) ، ولا يخالف خارطة الطريق"، على حدّ قولها.
وبخصوص موضوع المرتزقة، ذكّرت المنقوش بإحدى النقاط التي تم الاتفاق عليها، وهي تأكيد المشاركين مجدّدًا على الدور المحوري لآلية دول الجوار في دعم المسار الليبي برعاية اممية، وعلى أهمية التشاور في منتدى الحوار السياسي الليبي، والعمل على التنسيق ما بين اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) ودول الجوار الليبي بشان موضوع انسحاب المرتزقة والقوات الأجنبية.
تفعيل الاتفاقية الرباعية بين ليبيا ودول الجوار لتأمين الحدود المشتركة
أبرزت المنقوش أنّ دول الجوار الليبي "لطالما كانت محرومة من المشاركة في جهود الاستقرار في ليبيا رغم أنها الأكثر تأثرًا بما يجري في ليبيا، لكن بفضل جهود الوزير لعمامرة، تقول المنقوش، "وفّر هذا الاجتماع فرصة لتبادل وجهات النظر، ومناقشة الكثير من القضايا المتعلقة بالشأن الليبي".
أما فيما يخص بالاتفاقية الرباعية، في شقها المتعلق بتأمين الحدود، قالت المنقوش إنها "اتفاقية تمّ التوقيع عليها في وقت سابق لكنها لم تفعل، ولكن الآلية تتمثل في خلق آلية مشتركة بين دول الجوار، لتأمين الحدود، في ظل الاختراقات التي تحدث على طولها والهجرة غير الشرعية، والتهريب".
وقالت المسؤولة ذاتها إنّ دول الجوار الليبي" لطالما كانت محرومة من المشاركة في جهود الاستقرار في ليبيا رغم أنها الأكثر تأثرًا بما يجري فيها وبفضل جهود الوزير لعمامرة، توصلنا الى قرار تفعيل الاتفاقية الرباعية لتأمين الحدود المشتركة بين هذه الدول".
وفي حديثها عن اجتماع الجزائر، قالت رئيسة الدبلوماسية الليبية، إنّ رسالة الاجتماع كانت "واضحة وواحدة وهي دعم ليبيا والتوجه الليبي وهذا ما لمسناه، من خلال العمل على توفير المناخ الملائم لمناقشة كافة التفاصيل المتعلقة باستقرار ليبيا"، وأضافت: "ما لمسناه في هذه المحادثات التي دامت يومين، هو أنّ استقرار أمن أي دولة من دول الجوار هو مسألة مصيرية لكل الدول المجاورة".
وعدّدت الوزيرة الأهداف التي تمّت مناقشتها والتي تم الاتفاق عليها، بينها أمن الحدود، والأمن الغذائي والمعرفة والتنمية، مشدّدة على ضرورة أن تعمل دول الجوار سويًا على التعاون المشترك وفتح آفاق مشتركة، لتحقيق هذه الأهداف".
وأشارت المنقوش إلى أنّ الوفود المشاركة حظيت بمقابلة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي دعّم جهود هذا الاجتماع، وقدّم توجيهات لدعم مخرجاته لكي تتمكن دول الجوار من لعب دور إيجابي في استقرار ليبيا.