طالبت مجموعة من المؤرخين الفرنسيين و الجزائريين امس السبت في عريضة نشرت عبر صحيفة لوموند الفرنسية باسترجاع رفات شهداء الثورة الجزائرية وجماجم المقاومين الذين قتلوا على يد قوات مشاة الجيش الفرنسي في الفترة ما بين 1840 و1850،والتي لا تزال معروضة الى غاية اليوم في متحف الانسان بباريس .
وتعتبر هذه العريضة استمرارا للطلب المقدم من طرف المؤرخ الجزائري فريد علي بلقاضي عام 2011، وطلب الاستاذ الجامعي ابراهيم سنوسي إبراهيم في ماي الماضي ،ويسعى المؤرخون من خلال هذه الخطوة الى "دعم كل الدعوات السابقة من اجل استرجاع رفاة الشهداء الى الجزائر من اتجل منحهم مراسم دفن كريمة تليق بما قدموه للوطن "
و قام بتوقيع الطلب مجموعة من المؤرخين الجزائريين والفرنسيين منهم احمد حربي، بنجامين ستورا، مليكة رحال وايضا باسكال بلانشار، وبحسب هؤلاء فان "الامر يتعلق باخراج احدى الصفحات السوداء من تاريخ فرنسا الاستعماري من طيات النسيان والتي ساهم اخفاءها في بروز سمة العدائية في المجتمع الفرنسي اليومي "
وعاد المؤرخون في هذا الخصوص الى قصة احدى الجماجم التي تعود لقائد ثورة الزعاطشة الشيخ بوزيان الذي تعرض الى حملة شرسة انتهت بمجزرة شنيعة راح ضحيتها 800 شخص في يوم وليلة ..، ونقل المؤرخون مقاطع من شهادات تروي فظاعة الممارسات التي قام بها جنود الفرنسيون في حق العزل من النساء والاطفال عام 1853 في قرية الزعاطشة بالقرب من بسكرة.
وبعد 4 اشهر من الحصار على قرية الزعاطشة وبعد هجمات عديدة فاشلة على القرية التي تحصن بها المقاومون بقيادة الشيخ بوزيان ارسلت القوت الفرنسية تعزيزات الى المنطقة ب 5 الاف جندي بقيادة الجنرال ايميل هربيون قائد محافظة قسنطينة من اجل "انهاء المشكل" فقتل الجميع ودمر كل بيت وقلع كل نبتة ...ومن بين الشهادات التي رواها مرافقو الحملة بسالة المقاومين وكل من حمل السلاح في قرية الزعاطشة وكذا تعطش الجنود للتنكيل بالنساء والاطفال بعد مدة طويلة من الانتظار ..
بعد المجزرة امر الجنرال ايميل هربيون الابقاء على الشيخ بوزيان وابنه ذو 15 سنة والمرابط سي موسى ليقتلوا في الاخير وتنزع رؤوسهم وتنقل الى سوق بسكرة من اجل ان يعرضوا للناس ويتم الاعتبار بهم ..بعد ذلك تم نقل الجماجم الى فرنسا بعد ان عرضت على مجموعة من الانتربولوجيين الفرنسيين ليتم تحويلها فيما بعد الى متحف الانسان بباريس
المصدر : موقع الاذاعة الجزائرية