لماذا تشن إسرائيل كل سنتين أو ثلاثة سنوات حربها على الفلسطينيين؟ وما أهداف هذه الحرب ؟ وماذا استفادت المقاومة الفلسطينية من حروبها السابقة مع قوات الاحتلال ؟ .. من أين استمدت قدراتها التي أماطت اللثام عنها خلال هذا العدوان الجديد على قطاع غزة؟ .. هي الأسئلة التي ناقشها الزميل مروان لوناس رفقة الأستاذ عامر موسى مدير مركز دراسات الأقصى ، والأستاذ نور الدين بكيس أستاذ علم الاجتماع السياسي وزهير بوعمامة أستاذ بالمدرسة العليا للعلوم السياسية ، خلال برنامج "منتهى السياسة" هذا الثلاثاء.
وفي هذا الصدد اعتبر عامر موسى مدير مركز دراسات الأقصى أن المبررات التي قدمتها إسرائيل لشن عدوانها على قطاع غزة واهية ، مؤكدا أن قضية اختطاف المستوطنين الثلاثة وقتلهم بتلك الطريقة لم تكن من عمل فصائل المقاومة التي عودت – يقول موسى عامر- العالم على تبني العمليات النوعية مثل عملية اختطاف الجندي جلعاد شاليط التي تبنتها ثلاث فصائل مشتركة .
ورجح موسى أن تكون جهة يمينية متطرفة قد حبكت السيناريو لشن العدوان على الفلسطينين، وهو ما حدث ما الشهيد أبو خضير الذي استفزت الحجج واهية، مضيفا أن إسرائيل تتعرض منذ عامين لهجمات المقاومة ، وتريد أن تصطنع لنفسها نصرا أمام شعبها ، في معركة أرادتها ان تكون استنزافا ، لكن سرعان ما انكسرت أمام صمود المقاومة بكل فصائلها وشعب صابر مرابط، وأشار المتحدث إلى أنه حتى من داخل إسرائيل من عقلاء بني صهيون تعالت أصوات تطالب بوقف الجرائم الصهيونية وتؤكد أن نتن-ياهو ارتكب أكبر خطأ بالعدوان على غزة
من جهته، يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي نورالدين بكيس أن ما يحدث في غزة لا يجب عزله عما يحدث في العالم العربي ، مؤكدا أن العدوان الإسرائيلي ليس الأول ولن يكون الأخير .
وأوضح الأستاذ بكيس ان المقاومة استفادت من الظروف المخففة التي عاشتها خلال سنة 2011/2012 ،فيما يعرف بالربيع العربي، واستطاعت ان تعبئ موارد فاجأت الجميع بقدراتها الحالية ، مؤكدا أن هذا يعتبر غير كافي بدون دعم أو غطاء عربي لأننا شهدنا عاما واحد من الدعم استطاعت خلله المقاومة ان تطور قدراتها القتالية بهذا الشكل الذي أحرج إسرائيل بشكل كبير ، مشيرا إلى أن الحصار يهدد بقاء الفلسطينين
وفلسطين تحتاج إلى مساعدات مادية التي لن تكون توفرة لأن الحامل الفعلي- يقصد العرب وخصوصا مصر التي ترفض فتح معبر رفح- لن يقدم أي دعم للفلسطينيين
وبدوره الأستاذ بالمدرسة العليا للعلوم السياسية ، الأستاذ زهير بوعمامة قال إن المقاومة ممثلة في حركة حماس استفادت من الرعاية المصرية سنة 2012 ، غير أن الوضع تغير في جوان 2013 و العام 2014 ، وهو ما سول لإسرائيل شن عدوانها على غزة ظانة أن حماس ستهرول إلى طلب التهدئة وهو ما لم يحدث.
المصدر : الإذاعة الجزائرية
