الغموض يخيم على الوضع في بوروندي بعد محاولة انقلاب "فاشلة" على رئيس البلاد

  يخيم الغموض على الوضع الأمني والسياسي في بوروندي بعد يوم من محاولة انقلاب "فاشلة" قادها رئيس أركان الجيش السابق جودفروا نيومباري ضد الرئيس الحالي بيير نكورونزيزا وسط ترقب دولي ودعوات لضبط النفس.
 فمن الصعب جدا معرفة الأوضاع السائدة اليوم الخميس في بوروندي بعد ساعات من محاولة الانقلاب على الرئيس الحالي وغزله من منصبه.
ويدور قتال عنيف بين القوات الموالية للرئيس وجنود الانقلاب منذ الساعات الأولى لنهار اليوم تتخللها فترات من الهدوء  حسب شهادات عدد من المواطنين.
وتشير تقارير إعلامية إلى وقوع انفجارات وسماع دوي إطلاق النار من حين لآخر في وسط العاصمة بوجمبورا التي كانت مسرحا لاحتجاجات واسعة منذ إعلان نكورونزيزا عن ترشحه لعهدة رئاسية ثالثة في ال25 أبريل الماضي.
وبالمقابل هاجمت عناصر الشرطة البوروندية ومؤيدون للرئيس نكورونزيزا مقرات لقنوات إذاعية خاصة ومقر التلفزون المستقل الرئيسي في البلاد بسبب إذاعتها تصريحات للانقلابيين وقاموا بإضرام النيران بها مما خلف خسائر مادية جسيمة.  
وكان الجنرال نيومباري الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البوروندية قد أعلن أمس عن عزل الرئيس نكورونزيزا المتواجد في العاصمة التانزانية دار السلام للمشاركة في قمة خاصة لبحث الأزمة الناجة عن قرار ترشحه لولاية ثالثة.
وتضاربت الأنباء بشأن محاولة الانقلاب ففي الوقت الذي أعلن فيه رئيس أركان القوات المسلحة في بوروندي الجنرال برايم نيونغابو - عبر الاذاعة الوطنية - عن إحباط محاولة الانقلاب والسيطرة الكاملة على رئاسة الجمهورية والقصر الرئاسي سارع الانقلابيون إلى نفي ذلك حيث أعلن المتحدث باسمهم المفوض في الشرطة فينون ندابانيزي السيطرة على المطار ومعظم مناطق البلاد.
وقد أصدرت الرئاسة البوروندية بيانا عاما أفادت فيه بأن الرئيس والوفده الرفيع المستوى الذي يرافقة في دار السلام يبحثون كيفية التعامل مع محاولة الانقلاب.
وتأتي عملية الانقلاب بعد قرابة ثلاثة أسابيع من بداية المظاهرات المناهضة لترشح الرئيس نكورونزيزا لولاية ثالثة والتي راح ضحيتها عشرات الأشخاص بسبب قمع الشرطة للمحتجين.
وقد احتشد مئات الأشخاص أمس الأربعاء في شوارع بوجمبورا للاحتفال بنبأ الإطاحة بنكورونزيزا الذي يحكم البلاد منذ العام 2005.  
 
زعماء شرق إفريقيا يدينون الانقلاب ودعوات دولية لضبط النفس
  أدان زعماء مجموعة شرق إفريقيا (التي تضم كلا من تنزانيا وكينيا ورواندا وأوغندا وبوورندي) محاولة الانقلاب في بوروندي خلال اجتماع لبحث أزمة بوجمبورا.
 وبالمقابل دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون جميع الأطراف إلى الهدوء وممارسة ضبط النفس وذكر القيادة في بوروندي بالحاجة إلى الحفاظ على السلام والأمن في البلاد التي عانت من عنف شديد في الماضي.
  وبدورها شددت الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغريني على ضرورة تفادي أعمال العنف داعية جميع الفاعلين في البلاد إلى بذل قصارى جهذهم لضمان احترام حقوق الانسان والعمل على ايجاد حل سلمي للأزمة.
 وأكدت موغريني أن الأهم في الوقت الراهن هو احترام كافة القوى السياسية لمبادئ اتفاق "أورشا" الذي أنهى الحرب الأهلية في بوروندي والذي ينص أحد بنوده على ضرورة تنظيم انتخابات شفافة وذات مصداقية بدون إقصاء أحد.
ودعت في هذا الصدد إلى تهيئة الأوضاع في أسرع الآجال لمثل هذه الانتخابات التي تسمح للشعب باختيار حكومة شرعية ودستورية.
وكان اتفاق "أروشا" للسلام والمصالحة الموقع خلال العام 2000 قد أنهى حربا أهلية في بوروندي امتدت ما بين العام 1993 و2006 والتي راح ضحيتها أكثر من 300 ألف شخص.
ويعد الاتفاق معيارا "فوق دستوري" يحرص على ضمان المصالحة الوطنية وينص على أنه "لا أحد بإمكانه أن يمارس الحكم لأكثر من فترتين رئاسيتين" وعلى هذا الأساس ترفض المعارضة البوروندية قرار ترشح الرئيس لولاية ثالثة وتعتبره خرقا للاتفاق وتجاوزا لدستور البلاد الذي يحدد هو الآخر الفترة الرئاسية بعهدتين.
غير أن أعضاء حزب "المجلس الوطني للدفاع عن الديمقراطية" الحاكم يؤكدون أن الرئيس بيير نكورونزيزا مؤهل لولاية أخرى كونه انتخب خلال الفترة الرئاسية الأولى من قبل المشرعين.
وكان من المقرر أن تجري الانتخابات الرئاسية في بوروندي في ال 26 يونيو المقبل غير أن التطورات الراهنة قد تخلط الأوراق وتدفع إلى تأجيل موعق الاستحقاقات.

(واج)
       

العالم, افريقيا