
بدأ الناخبون ببوروندي اليوم الاثنين الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية لاختيار ممثليهم في البرلمان والمجالس المحلية وسط قرار المعارضة مقاطعة العملية التي تم تأجيلها لمرتين على خلفية أزمة سياسية وتوتر أمني تشهده البلاد منذ إعلان الرئيس بيار نكورونزيزا الترشح لعهدة رئاسية ثالثة.
و تقدم للانتخابات البرلمانية 2200 مترشح يمثلون 16 حزبا أو تحالفا سياسيا فضلا عن المترشحين المستقلين و ذلك عبر 18 مقاطعة في البلاد.
وتقول تقارير محلية أن الاقتراع تأخر ثلاثين دقيقة عن موعد انطلاقه في معظم مراكز الاقتراع بالعاصمة بوجمبورا، كما تحدثت الإذاعة الرسمية عن تأخير لفترات أطول في المناطق الريفية.
و تعيش بوروندي منذ أزيد من شهرين على وقع احتجاجات دامية اندلعت شرارتها الأولى في 26 أفريل الماضي عقب إعلان الرئيس نكورونزيزا عن ترشحه لفترة رئاسية ثالثة وهو ما ترفضه أحزاب المعارضة معتبرة ذلك "مخالف لدستور البلاد" الذي ينص على أن شغل منصب الرئاسة يكون لفترتين فقط تدوم كل منها خمسة أعوام.
و بالرغم من إعلان أحزاب المعارضة قرار مقاطعة الانتخابات و دعوتها للمجتمع المدني عدم التوجه الى مراكز الاقتراع إلا أن الرئيس نكورونزيزا وأنصاره متمسكون بتنظيم العملية وفقا للرزنامة المسطرة و المواعيد المحددة.
ويدافع أنصار الرئيس عن ترشحه لعهد ثالثة بحجة أنه "لا يمكن احتساب فترة ولايته الأولى" في عام 2005 باعتبار أن البرلمان هو الذي انتخبه ولم يتم انتخابه مباشرة من قبل الشعب.
كما يرى مؤيدو الرئيس البوروندي، بأن إلغاء الانتخابات وتأجيلها مرة أخرى مثلما تطالب به المعارضة و عديد من الدول الغربية و الأمم المتحدة - لعدم توافر المناخ السياسي و الأمني الملائم" لتنظيمها- من شأنه أن " يحدث فراغا مؤسساتيا " قد يدخل البلاد في حالة الفوضى و الانزلاق الأمني.
وسحب الاتحاد الأفريقي مراقبيه أمس الأحد قائلا إن الانتخابات "لن تكون عادلة أو نزيهة".
من جهتهم، اعتبر المعارضون أن القرار الذي اتخذه الرئيس بالترشح للمنصب مرة ثالثة يخالف الدستور واتفاق السلام الذي أنهى الحرب الأهلية في 2005. وفجر قراره احتجاجات استمرت أسابيع ومحاولة انقلاب عسكري فاشلة الشهر الماضي.
المصدر:وكالة الأنباء الجزائرية