
أشغال الاجتماع الثالث للجنة الخاصة بإنشاء الآلية الإفريقية للتعاون في مجال الشرطة ( أفريبول ) سنة 2014
انطلقت هذا الأحد بالجزائر العاصمة ندوة قادة الشرطة الأفارقة (أفريبول) التي تسعى إلى تجسيد المصادقة على النصوص القانونية لهذه الهيئة وإتمام تفعيلها لتشكل آلية جديدة للتعاون بين مختلف أجهزة الشرطة في القارة.
وأكد وزير الداخلية و الجماعات المحلية نور الدين بدوي عزم الجزائر المتواصل على دعم الآلية الإفريقية للتعاون الشرطي (الأفريبول). و في كلمة ألقاها خلال أشغال اجتماع الأفريبول, جدد السيد بدوي ''عزم الجزائر المتواصل على تشجيع و دعم الأفريبول والسعي مع جميع الأطراف للرقي بعملها وأدائها و رفع مستوى التنسيق و التعاون فيما بين دول القارة و مع باقي الشركاء في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان".
و أضاف الوزير أن الجزائر "تبقى حريصة دوما على تحقيق أهداف ترقية الشراكة الإفريقية و توطيد التعاون الدولي و الإقليمي, لا سيما من خلال المساهمة بتجربتها و خبرتها و امكاناتها في هذا المجال", و هو ما يتجلى --يقول السيد بدوي-- "من خلال دعمنا و توفيرنا للشروط المادية و التنظيمية التي من شأنها ضمان السير الحسن لهذه الآلية".
و أعرب وزير الداخلية في ذات السياق عن "الإهتمام الشديد" الذي توليه الجزائر لهذا الجانب و "حرصها الكبير على تعزيز التعاون و التنسيق في المسائل ذات الصلة بالأمن في إفريقيا و دولها".
و ذكر في ذات المنحى بالتحديات التي تواجهها القارة السمراء والتهديدات الأمنية الكبيرة من الإجرام بشتى صوره من إرهاب و تجارة الأسلحة و المخدرات و تهريب البشر و غيرها, ليشدد على "حتمية التعاون بشكل أكبر بين الدول الإفريقية, و أكثر من أي وقت مضى, في مجال محاربة الجريمة و أن تنسق عملها أكثر في مجابهة الإرهاب الذي تأكدت صفته الدولية و خطورته على العالم".
و تابع مؤكدا على أن آلية التعاون الشرطي تشكل "الإطار المثالي و المتين لإرساء قواعد العمل الجماعي و التضامني بين الدول الإفريقية بما يسمح بصياغة استراتيجيات مشتركة و تقاسم الرؤية ذاتها في كيفيات التعامل مع الإجرام و بالأخص الإرهاب والإتجار بالمخدرات".
من جهته، أوضح المدير العام للأمن الوطني, اللواء عبد الغني هامل, أن هذا المشروع الإفريقي الذي تتماشى فعاليته مع المتطلبات الأمنية للقارة الإفريقية ومع تطلعات القارات الأخرى, وتشكل أيضا أداة لا يمكن الاستغناء عنها في مجال التعاون الدولي, وهو ما يتطلب - كما قال - "ردا جماعيا ضد المخاطر الجديدة التي تهدد الأمن والسلم لبلداننا".
وأضاف اللواء هامل أن انعقاد هذه الندوة "يعكس مدى التزام السلطات الجزائرية وإرادتها في بناء هذا المشروع الاستراتيجي من أجل إقامة تعاون جهوي فعال في مواجهة هذه التحديات الأمنية".
و في هذا الخصوص أكد عميد أول للشرطة رئيس المكتب المركزي الوطني لانتربول الجزائر عباد بن يمينة في تصريح للقناة الاولى، أن من بين أهم المبادئ الأساسية التي تسعى منظمة "افريبول " لتجسيدها، هي اعتماد الراية الموحدة لأجهزة الشرطة الإفريقية ، و صياغة إستراتيجية عمل موحدة مابين قادة الشرطة الإفريقية، و كذا تبادل المعلومات في مجال مكافحة الجريمة الموحدة.
من جهته يرى الخبير في المجال الأمني عمر بن جانة، أن منظمة افريبول جاءت في وقتها بالنظر إلى ما تعيشه القارة الإفريقية من تحديات أمنية .
و اعتبر بن جانة، أن اجتماع منظمة الافريبول في الجزائر مهم جدا بحكم أنها هي مؤسس الفكرة سنة 2013، من خلال ضم مؤسسات الشرطة الإفريقية في منظمة قوية لها بعد استراتيجي في مكافحة الجريمة المنظمة.
"أفريبول"... قيمة مضافة للتعاون الشرطي الإقليمي و الدولي:
وقد وصلت أجهزة الشرطة الإفريقية اليوم إلى قناعة تامة بأن "أفريبول" تشكل قيمة مضافة للتعاون الشرطي الإقليمي والدولي, بل هي حلف استراتيجي قادر على الرد الشرطي للتهديدات العالمية في بيئة تتسم بالتطور الدائم.
كما ستعمل "افريبول" طبقا للقانون التأسيسي و الميثاق الإفريقي ضمن المبادئ الديمقراطية و احترام حقوق الإنسان و دولة القانون و كذا الحكم الراشد دون أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.
و تتمثل مهمة افريبول في دعم التعاون الشرطي بين الدول الإفريقية من خلال تبادل المعلومات والممارسات الحسنة في مجال مكافحة الجريمة المنظمة العابرة للأوطان والإرهاب بالإضافة إلى المساعدة التقنية المتبادلة.
ومن أهداف هذه الآلية "اعتماد رؤية شاملة تسمح بتحسين فعالية ونجاعة مصالح الشرطة الإفريقية من خلال تدعيم القدرات التنظيمية, التقنية والعملياتية".
كما تتضمن الأهداف أيضا "إعداد إستراتيجية إفريقية متناسقة لمكافحة الجريمة تشمل التصور والتفعيل والتقييم والتنسيق, لاسيما تلك التي تندرج في إطار برامج الدعم والمساعدة التي بادرت بها المنظمات الدولية المعنية".
وترمي المبادرة أيضا إلى "تعزيز التنسيق بين قوات الشرطة المنشورة في إطار العمليات الداعمة للسلم".
مسؤولون: انشاء افريبول سيمكن من تظافر أفضل للجهود لمكافحة مختلف الآفات
أكد المشاركون في أشغال اجتماع رؤساء أجهزة الشرطة الافريقية اليوم الاحد بالجزائر العاصمة ان انشاء آلية التعاون بين أجهزة الشرطة الإفريقية (أفريبول) سيمكن من تظافر افضل لجهود البلدان الافريقية من اجل مكافحة مختلف الافات التي تواجهها القارة.
و اكد المحافظ العام للشرطة الكونغولية الجنرال شارل بزينديمان على هامش تدشين مقر (أفريبول) بالجزائر العاصمة ان "الهدف من افريبول هو تظافر الجهود من اجل مكافحة الجريمة بفعالية" مضيفا أن البلدان الافريقية كانت من قبل تبذل جهودا فردية.
و اكد من جهته المفتش العام للسينغال مال عمر انه مع افريبول يمكن للبلدان الافريقية ان تتفاخر بوجود هيئة "حقيقية" للتنسيق من اجل علاقات التعاون "الفعلي" ضد كل اشكال الجرائم.
و أشاد من جهة أخرى بالدور "الهام" الذي تلعبه الجزائر لدعم كل مساعي التعاون "من اجل توحيد القوى لمواجهة مختلف التحديات".
و اكد من جهته المفوض المكلف بالسلم و الأمن للاتحاد الافريقي اسماعيل شرقي ان افريبول لديها "اهمية استراتيجية بالغة" للسلم و الامن و خاصة "من اجل تمكين مختلف اجهزة الشرطة الافريقية من تنسيق نشاطاتهم و تكوين اطاراتهم".
و تم تدشين مقر أفريبول على هامش أشغال اجتماع قادة أجهزة الشرطة الأفارقة التي انطلقت اليوم الأحد بالجزائر العاصمة بغرض المصادقة على النصوص القانونية المتعلقة بهذه الآلية الافريقية.
و يرمي انشاء أفريبول التي ستكون عملية في 2016 إلى التوصل إلى اعتماد رؤية شاملة تسمح بتحسين فعالية ونجاعة مصالح الشرطة الإفريقية من خلال تدعيم القدرات التنظيمية و التقنية و العملياتية.