تصدت القوات الأمنية المغربية, هذا الأحد, لمسيرة احتجاجية شهدتها شوارع بلدة تماسينت, ومنعت تقدمها في اتجاه إمزورن, لترابط بمدينة الحسيمة شمال المغرب, في الوقت الذي لم تتمكن فيه من منع الآلاف من المحتجين من كافة أقاليم البلاد للخروج في العاصمة الاقتصادية للبلاد, للتعبير عن رفضهم للأحكام الجائرة ضد معتقلي حراك الريف والمطالبة بالإسراع في تحقيق تنمية في المنطقة المهمشة.
وعادت مدينة الحسيمة التي شكلت انطلاقة ومركزا للاحتجاجات الشعبية منذ 2016 لتحتل مشهد الرأي العام في المغرب بعد أن أقدمت القوات العمومية على قطع الطريق أمام المسيرة الشعبية التي خاضها شباب وأطفال المنطقة, عند منتصف المحور الطرقي بين تماسينت وامزورن بمدينة الحسيمة التي شكلت منذ 2016 مركزا للاحتجاجات الشعبية.
وذكر موقع "دليل الريف", نقلا عن مصادر محلية, أن بلدة تماسيت خاضت الأحد, إضرابا عاما, حيث تم إغلاق جميع المحالات التجارية, والمقاهي, كرد على الأحكام القاسية التي طالت نشطاء حراك الريف القابعين بسجن عكاشة بعين السبع, والتي تجاوزت 300 سنة سجنا نافذا, وتنديدا بالاعتقالات الجديدة التي طالت نشطاء خرجوا في احتجاجات ضد الأحكام.
ورفع المحتجون العديد من اللافتات والشعارات المعبرة عن رفضهم وغضبهم من الأحكام الصادرة بحق قادة الريف, فصدحت حناجر المحتجين بشعارات عدة للمطالبة بإطلاق سراح كافة المعتقلين القابعين وراء السجون.
هذا واستنكر المشاركون في المسيرة الشعبية, من خلال كلمات توضيحية, تناوب على إلقائها نشطاء الحراك, تعامل السلطات المحلية والأمنية, مع احتجاجات الحراك الشعبي بمناطق الريف, التي تتعرض للمنع والقمع, فيما تسمح وترخص لغيرها في مدن أخرى, وآخرها اليوم بالبيضاء.
الاحتجاجات تنتقل من الريف الى العاصمة الاقتصادية للمغرب ..ونفس الشعارات ترفع
وإذا تمكنت قوات الامن المغربية, من إخماد صوت الاحتجاجات في المدن الريفية من خلال الطوق الأمني الذي تفرضه على العديد منها, فلم تصمد أمام الانتفاضة الشعبية الغاضبة في مدينة الدار البيضاء, التي شهدت الأحد مسيرة وطنية شاركت فيها العديد من الفعاليات السياسية والحقوقية, القادمة من كافة أقاليم المملكة, لرفع نفس مطالب سكان الريف على رأسها إطلاق سراح معتقلي الحراك و الإسراع في تحقيق تنمية في منطقة الريف.
وكانت محكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء أصدرت, في 26 جوان الماضي, أحكاما بالسجن في حق عدد من قادة ونشطاء الاحتجاجات بالريف, تراوحت بين عام واحد و20 عامًا.
و ردد المشاركون في المسيرة, شعارات لدعم مطالب حراك الريف, مشددين على ضرورة إصدار عفو عن جميع الموقوفين,هاتفين بصوت واحد "الشعب يريد إطلاق سراح المعتقل" و"حرية كرامة عدالة اجتماعية".
كما رفع المحتجون, خلال هذه المسيرة التي إنطلقت من ساحة النصر تجاه وسط المدينة, لافتات تدين عدم الاستجابة لمطالب حراك الريف, وخصوا إطلاق سراح الموقوفين.
ومنذ أكتوبر 2016 , وعلى مدى 10 أشهر, شهدت مدينة الحسيمة وعدد من مدن وقرى منطقة الريف (شمال), احتجاجات للمطالبة بـ"تنمية المنطقة وإنهاء تهميشها", وفق المحتجين.