أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن القلق "البالغ" بشأن انعدام الاستقرار وتدهور الأوضاع الإنسانية في العاصمة الليبية طرابلس, بما يهدد حياة المدنيين الأبرياء وآفاق الحل السياسي.
وفي حديثه للصحفيين نيابة عن الأعضاء, قال السفير ديان تريانسيا دجاني مندوب إندونيسيا- الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للمجلس-, إن "السلام والاستقرار الدائمين في ليبيا لن يتحققا إلا عبر حل سياسي".
وأضاف , أن "مجلس الأمن الدولي يدعم جهود الممثل الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا للمساعدة في تجنب وقوع مزيد من التصعيد, و يدعو مجلس الأمن أيضا كل الأطراف, إلى العودة بشكل سريع إلى عملية الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة, وأن تلتزم بوقف إطلاق النار والتهدئة للمساعدة في إنجاح الوساطة".
و كان مجلس الأمن الدولي قد عقد الجمعة, جلسة مغلقة ناقش خلالها الأزمة الإنسانية التي تشهدها ليبيا بالتزامن مع الاشتباكات الدائرة في العاصمة طرابلس منذ شهر وفق ما أعلنته وسائل إعلام محليه اليوم .
وجاءت الجبسة بطلب من بريطانيا, حتى يتسنى لمسؤول إغاثة أممي اطلاع المجلس على الهجوم الذي تسب ب في نزوح 55 ألف شخص وخلف أكثر من 430 قتيلا.
وقالت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي , أن حكومتها "ستستمر في العمل ومن خلال مجلس الأمن على إيجاد حلول توافقية لوقف إطلاق النار في ضواحي العاصمة الليبية طرابلس".
ويأتي هذا الاجتماع الأممي تزامنا مع جولة أوروبية يجريها رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية, فايز السراج, لحشد دعم دولي, ضد هجوم قوات خليفة حفتر على طرابلس.
وفي سياق متصل, سيناقش وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي, خلال اجتماع لهم في بروكسل, الاثنين المقبل, موقف حكوماتهم تجاه المستجدات الناجمة عن العدوان على طرابلس, سعيا لبلورة موقف أوروبي موحد تجاه الأزمة القائمة في ليبيا.
وسيجتمع الوزراء مع مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا, غسان سلامة, في اليوم نفسه, لتبادل الآراء بشأن تطورات الوضع في ليبيا, حيث من المتوقع أن تركز المناقشة الخطوات الإضافية التي قد يتخذها الاتحاد الأوروبي لتجنب المزيد من التصعيد هناك.
وخلف الهجوم العسكري الذي يقوده اللواء المتقاعد,خليفة حفتر, للسيطرة على العاصمة طرابلس, منذ 4 أفريل الماضي, مقتل 443 شخصا, وإصابة 2553 آخرين, بينما نزح أكثر من 60 ألف شخص هروبا من الاشتباكات.