نظم مئات من المواطنين بمدينة الجلفة مساء السبت مسيرة سلمية للمطالبة ببعث مشروع مركز مكافحة مرض السرطان.
وانطلقت المسيرة بطابعها السلمي في حدود الساعة الخامسة مساءا من وسط المدينة بمحاذاة مقر البلدية في اتجاه الشارع الرئيسي المؤدي لمقر الولاية، حيث رفع المحتجون الذين كان أغلبهم يلبسون سترات بيضاء ويحملون بالونات بنفس اللون و لافتات وقصاصات ورقية تحمل مطلبهم كمقترح من أجل "فك العناء عن مرضى الولاية الذين يتكبدون مشقة عناء السفر إلى مستشفيات العاصمة والبليدة".
وأكد عزيز بوزكري أحد الشباب ممن كان في الصفوف الأولى للمسيرة، بأن " الغرض من تنظيم هذه الوقفة والمسيرة السلمية البيضاء هو إسماع صوتنا للسلطات المركزية للاستجابة للمطلب الواحد و الموحد لمواطني الولاية الذي يتعلق بضرورة بعث مشروع إنجاز مركز لمكافحة مرض السرطان."
وأضاف شاب آخر كان يدافع هو وأقرانه وبقوة على مشروع مركز مكافحة السرطان، بأن " آهات المرضى هي من جعلت من هذا التحرك ضرورة ملحة من أجل أداء الواجب وعدم التنصل من مسؤولية الوقوف إلى جانبهم و هم ممن لم يجدوا من يتكلم عنهم ويسمع آلامهم و منهم من عانى إرهاق رحلات العلاج سنوات وسنوات دونما الحديث عن أمل الشفاء."
وأكد السيد صباح، أحد المرضى الذي عانى مع "المرض الخبيث" 10 سنوات، أن "المعاناة التي يعرفها مريض السرطان والتي تبدأ برحلات العلاج ومضاعفاته من ارتفاع جنوني لدرجة حرارة الجسم، يضاف لها ما يكابده المريض من عناء السفر بعد ذلك مباشرة، يحتم ضرورة وجود مركز علاج قريب من المرضى بولايتهم".
ومن جانبه، أكد الجامعي والباحث بن سالم المسعود بأن "مشاركته في هذه المسيرة هي بمثابة وفاء لضحيتين من أقاربه عاناتا من المرض الخبيث و عانتا أكثر من مشقة السفر للعلاج وأخذ الحصص الكميائية والإشعاعية، ليفارقا الحياة دون رجعة ".
وبهذه الحسرة يقول "أردت أن يكون لمواطني ولايتي الحق في مركز علاج قريب منهم لعله يبعث أمل الشفاء ."
وجاء في بيان صحفي، تم توزيعه في المسيرة من طرف المبادرين الذين جمعتهم منصة التواصل الاجتماعي عدة مطالب، منها "رفع التجميد فورا ودون أي تأجيل عن مشروع مركز علاج السرطان" الذي تقدر طاقة استيعابه 140 سرير وسبق وأن تم تسجيله لصالح الولاية وتم إنجاز دراسته ليتم بعد ذلك تجميد مشروعه. كما جاءت في البيان عدة مطالب أخرى في ذات النسق.
وأعاب البيان سلسلة تأجيلات المشروع وتجميده بداعي التقشف في مشروع يكتسي أهمية لولاية مليونية ذات نمو ديمغرافي كبير، حسب ذات النص الذي أبان أن معطيات تفشي مرض السرطان تكشفها عدة دلالات أهمها تكفل جمعيتين بالمرضى ومنها جمعية شعاع الأمل التي تسجل أزيد من 1500 مريض تتكفل بهم في كثير من المناحي.
والجدير بالذكر، وبعد أن سارت الحشود باتجاه مقر الولاية، وهي المسيرة التي جمعت كل أطياف المجتمع من نواب برلمانيين سابقين وفعاليات مجتمع مدني ومن الحركة الجمعوية ومواطنين وكذا أقارب لمرضى عانوا من مرض السرطان، جلس المحتجون على قارعة الطريق في سلوك حضاري أريد به تمرير رسالة جماعية وهي المطالبة بمركز مكافحة السرطان، لتتختم التظاهرة بإطلاق بالونات هوائية بيضاء تعالت في السماء.
المصدر : وكالة الأنباء الجزائرية