شهدت جوبا عاصمة جنوب السودان، اليوم السبت، توقيع اتفاق السلام بين الحكومة السودانية وتحالف "الجبهة الثورية" لحل عقود من الصراعات في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق والتي أدت إلى تشريد الملايين ووفاة مئات الآلاف.
وذكرت تقارير محلية أن مراسم التوقيع التي جرت ب"ساحة الحرية" في جوبا حضرها رؤساء كل من تشاد وجيبوتي والصومال، بجانب رئيسي وزراء مصر وإثيوبيا، ووزير الطاقة الإماراتي، والمبعوث الأمريكي الخاص لدولتي السودان وجنوب السودان وممثلين لعدد من الدول الغربية.
ومن المجموعات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا، حركة جيش تحرير السودان، جناح أركو مناوي، وحركة العدل والمساواة، والحركة الشعبية جناح مالك عقار، وذلك إلى بجانب فصائل أخرى.
وتخلفت عن المشاركة في عملية السلام، حركة تحرير السودان، التي يقودها عبد الواحد محمد نور في دارفور، فيما لا تزال المفاوضات مستمرة مع فصيل الحركة الشعبية شمال، بقيادة عبد العزيز الحلو لإلحاقه بالمفاوضات.
ومن شأن اتفاق السلام الذي استضافته جوبا أن يطوي دوامة من الحروب امتدت لسنوات طويلة في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، خلفت آلاف الضحايا ونحو 3 ملايين لاجئ ونازح داخل وخارج السودان.
وبعد التوقيع على اتفاق السلام في السودان، من المنتظر أن تشهد البلاد مرحلة جديدة تتمثل في توطيد سلام عادل وشامل في مناطق الصراع، وعودة اللاجئين والنازحين إلى ديارهم.
وقال النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان، رئيس الوفد الحكومي للمفاوضات، الفريق أول محمد حمدان دقلو، على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، "اليوم ربح السودانيون بتوقيع اتفاق السلام في العاصمة جوبا، المعركة لصالحهم في تحقيق السلام والأمن والمحبة، لتطوى معها صفحة حزينة من تاريخ بلادنا طوال الـ 17 عاما من الحرب والدمار، وهي حقبة رسمت مشهدها دموع الرجال والنساء والشباب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، خسرنا الكثير بالفجائع وفقدان الأمان لنعرف قيمة السلام الذي نتطلع لعهده الجديد بكل همة وعزيمة".
وتوصلت الأطراف إلى الاتفاق بعد أكثر من عام من التفاوض الذي توسطت فيه حكومة جنوب السودان، وشارك فيه، إضافة إلى حكومة السودان، تحالف "الجبهة الثورية"، وهو تحالف يضم حركات مسلحة أبرزها حركة "العدل والمساواة" وحركة "تحرير السودان"، و"الحركة الشعبية قطاع الشمال" فصيل مالك عقار، وحركة "تحرير السودان" المجلس الانتقالي، كما تضم الجبهة عددا من الأحزاب المدنية مثل مؤتمر "البجا" والحزب "الاتحادي" وحركة "كوش" .
وأكد رئيس الوزراء السوداني ، عبد الله حمدوك، أن "السلام سيفتح آفاقا رحبة للتنمية والتقدم والازدهار، وسيفتح صفحة جديدة تنهي الحروب، وتضع حدا لمعاناة أهلنا في معسكرات النزوح واللجوء".
ودخل السودان منذ أغسطس من العام الماضي في مرحلة انتقالية مدتها 39 شهرا تعقبها انتخابات عامة، لكن الاتفاق الجديد حدد بداية الفترة الانتقالية بالتوقيع على اتفاق السلام، ومن المقرر أن يجري تغيير على الوثيقة الدستورية التي وقعت قبل أكثر من عام بين المجلس العسكري وقوى إعلان "الحرية والتغيير".