أعرب أعضاء مجلس الأمن الدولي عن قلقهم العميق إزاء "استمرار المأزق السياسي والخلاف بين القادة السياسيين الصوماليين حول نموذج الانتخابات في البلاد" داعين الصوماليين إلى التوصل لتوافق بشأن الانتخابات.
وأبرز أعضاء مجلس الأمن، في بيان صدر عنهم الليلة الماضية التقدم الكبير المحرز خلال العقد الماضي في الصومال بما في ذلك توفير الأمن والديمقراطية والإصلاحات السياسية والتنمية الاقتصادية ولا سيما تخفيف الديون.
كما أعربوا عن امتنانهم للشعب الصومالي والسلطات الصومالية والاتحاد الأفريقي وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال والدول المساهمة بقوات والأمم المتحدة وشركاء الصومال الدوليين الآخرين لدورهم في هذا المسعى.
غير أن البيان شدد في الوقت ذاته على أن "الخلاف المستمر حول النموذج الانتخابي لا يؤدي فقط إلى إبطال هذا التقدم الذي تم تحقيقه بشق الأنفس ولكنه يصرف الانتباه أيضا عن المشاكل الملحة مثل الفيضانات والجفاف والجراد الصحراوي وجائحةكوفيد-19 ومحاربة التهديد الإرهابي لحركة "الشباب" موضحا أن التوصل إلى توافق بشأن الانتخابات من شأنه أن يدعم ويسهل استمرار التنمية والتقدم للصومال وشعبه.
وفي هذا السياق، دعا أعضاء مجلس الأمن جميع الأطراف إلى نبذ العنف واستئناف الحوار على وجه السرعة ودون شروط مسبقة.
ودعوا قادة الصومال إلى الاعتراف بالعديد من مجالات الاتفاق التي تم التوصل إليها بالفعل والبناء عليها، وحل خلافاتهم المتبقية ووضع مصالح الشعب الصومالي أولاذ، ضمن عملية انتخابية يملكها ويقودها الصوماليون، ومع الجدول الزمني المتفق عليه في أقرب وقت ممكن.
كما جددوا التأكيد أنهم على استعداد لتقديم المساعدة من خلال بعثة الأمم المتحدة للمساعدة في الصومال (أونسوم) وبالتعاون مع بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) والشركاء الدوليين.
وتمت إحاطة أعضاء مجلس الأمن ببيان الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) الصادر في 21 أبريل الجاري وبيان مجلس السلام والأمن التابع للاتحاد الأفريقي الصادر قبل يومين.
وأعربوا عن دعمهم للسيد جيمس سوان الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في الصومال ولجهود الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية للمساعدة في حل المأزق الحالي بالصومال.
وكان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش قد أعرب في بيان له منتصف الشهر الجاري عن قلقه حيال التطورات السياسية الأخيرة في الصومال وحث القادة في الصومال على استئناف الحوار والتوصل إلى اتفاق شامل.
وقد أحيط أعضاء مجلس الأمن علما بمحادثات الرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو مع رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية رئيس الاتحاد الأفريقي فيليكس تشيسكيدي في كينشاسا في 19 أبريل الجاري.
وأعربوا عن دعمهم وشجعوا الجهود الدولية التي تقودها المنطقة للمساعدة في إعادة الأطراف إلى طاولة المفاوضات وتسهيل المفاوضات الشاملة.
وكان مقررا أن تشهد الصومال انتخابات رئاسية وتشريعية قبل الثامن من فبراير الماضي إلا أنها تأجلت إثر خلافات بين القادة السياسيين هناك.