أعلن وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي-مارلاسكا، الجمعة، أن إسبانيا أعادت للمغرب أكثر من 6500 مهاجر من بين نحو 8 آلاف دخلوا "سبتة" خلال هذا الأسبوع.
قال غراندي-مارلاسكا في تصريح ل"راديو كوبي"، إن "الوضع طبيعي الآن مقارنة بالأيام السابقة..
يصعب تصور أن بادرة إنسانية تفجر وضعا مثل الأزمة في سبتة" في اشارة لاستقبال اسبانيا للرئيس الصحراوي، ابراهيم غالي، لأجل العلاج.
وكانت وزارة الخارجية الإسبانية قد استدعت السفيرة المغربية في مدريد كريمة بنيعيش "على وجه السرعة" على خلفية دخول آلاف المغربيين من بينهم قصر، بشكل غير قانوني الى مدينة سبتة،.
و أعلنت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانشا غونزاليس لايا، انها استدعت سفيرة المغرب لدى اسبانيا للتعبير لها عن غضب السلطات الاسبانية و رفضها للدخول الجماعي لمهاجرين مغربيين الى "سبتة'، موضحة أنها "ذكّرت السفيرة المغربية بأن مراقبة الحدود كانت و لا بد أن تبقى من المسؤولية المشتركة لإسبانيا و المغرب".
وأكدت، أنها "لا تتصور أنه يمكن أن يتم تعريض حياة الشباب والقاصرين للخطر، ردا على عمل إنساني"، -في إشارة منها لاستقبال الرئيس إبراهيم غالي للعلاج في مستشفى إسباني-، الا أنها أكدت أن، إسبانيا "ستدافع عن حدودها، وستعيد إلى المغرب كل من وصل بشكل غير نظامي باتباع البروتوكولات الموضوعة مسبقا مع الجيران".
و في ذات السياق، شدد رئيس الوزراء الاسباني بيدرو سانشيز، على أن "الحكومة الإسبانية ستدافع عن وحدة أراضي إسبانيا، وعن حدودها التي تعتبر أيضا حدودا للاتحاد الأوروبي بالتعاون من شركائها الأوروبيين".
من جهتها، اتهمت وزيرة الدفاع الإسبانية مارغريتا روبليس، المغرب ب "الاعتداء" و"الابتزاز"، بعدم اجتياح مدينة سبتة من قبل سيل من المهاجرين المغاربة.
وقالت روبليس في مقابلة مع الإذاعة العامة في إسبانيا، أمس الخميس، "إنه اعتداء على الحدود الإسبانية وحدود الاتحاد الأوروبي، وهذا أمر غير مقبول بموجب القانون الدولي"، مضيفة أن الرباط "تستغل" القصر...نحن لا نتحدث عن شبان تتراوح أعمارهم بين 16 و17 عاما، بل سمح لأطفال لا تتجاوز أعمارهم 7 أو 8 سنوات بالمرور، في تجاهل للقانون الدولي".
ودخلت المفوضية الأوروبية على الخط، حيث اعتبرت المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية، اييفا جوهانسون ، أن تدفق المهاجرين المغاربة الى سبتة أمر "مقلق"، داعية المغرب، إلى مواصلة "منع العبور غير القانوني للمهاجرين" من أراضيه.
وشددت على أن الحدود الإسبانية "هي حدود أوروبا، لذلك من اللازم إعادة الأشخاص الذين لا يحق لهم البقاء في سبتة".
واعتبرت تقارير اعلامية، هذا الزحف على مدينة سبتة،"سابقة من نوعها في تاريخ الهجرة السرية"، فيما أثار جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي ربطتها بالتوترات الدبلوماسية بين المغرب وإسبانيا في الفترة الأخيرة .
و تمارس المملكة المغربية "سياسية عدائية" ضد كل الدول التي تتمسك بتطبيق الشرعية الدولية في الصحراء الغربية، و ترفض الاعتراف له بسيادته المزعومة على الاراضي الصحراوية المصنفة، كإقليم غير مستقل.
وكانت المملكة المغربية قد استدعت منذ ايام، سفيرتها لدى المانيا للتشاور، بسبب موقفها من القضية الصحراوية، و انتقادها اللاذع لتغريدة الرئيس الامريكي السابق، دولاند ترامب، حول اعترافه بالسيادة الوهمية للمغرب على الصحراء الغربية، و هذا بعدما قطع كل علاقاته مع السفارة الألمانية في الرباط .