تستغرب إدارة المؤسسة العمومية للإذاعة المسموعة الحملة المشبوهة والمغرضة التي تطالها منذ يومين، والتي تهدف إلى تشويه سمعتها كوسيلة إعلامية عمومية وطنية عريــقة ومحترمة ، عبر بث أخبار كاذبة تسيئ في الحقيقة لناشريها، الذين لم يتحروا الحقيقة من المصدر قبل تداولها على صفحاتهم ومواقعهم وجرائدهم وقنواتهم، كما لم يحترموا وهم يقدمون على ذلك، أبسط قواعد المهنة وأخلاقياتها، وهم الذين تعود بعضهم على ادعاء تقديم دروس للغير في ذلك.
وأمام هذه الحملة المغرضة والمبرمجة ضد مؤسسة الإذاعة الجزائرية وإدارتها، والتي يتراوح تفسيرها بين الجهل التام بحيثيات ما حدث، والميل المتسرع إلى الاختزالات غير المهنية عند البعض، وبين النية الواضحة والمقصودة في الإساءة إلى سمعة المؤسسة، وتصفية حسابات لا تخلو من دوافع كيدية وحاقدة، لا يعلمها إلا أصحابها، تقدم المديرية العامة للإذاعة الجزائرية لجمهور مستمعيها ومحبيها الأوفياء وللرأي العام الجزائري والعالمي عموما، والذي تحاول هذه الأطراف توجيهه بالخطأ، التوضيحات التالية:
ـ أولا : السيد مراد بوكرزازة، لم يتم بأي حال من الأحوال إنهاء علاقة عمله مع الإذاعة، بل تم فقط إعفاؤه من مهامه كمدير لإذاعة قسنطينة، وهو اليوم يوجد في عطلة طلب الاستفادة منها شأنه في ذلك شأن اي عامل في الإذاعة، ويبقى صحافيا محترما يمارس مهامه بكل احترام ، ويحتفظ بكل حقوقه.
ـ ثانيا : إن إنهاء مهام السيد مراد بوكرزازة كمدير لإذاعة قسنطينة جاء تبعا لتقرير أعده جهاز التدقيق ومراقبة التسيير في المؤسسة، بعد زيارة تفتيش لهذه المحطة تمت يوم الـ 27 سبتمبر 2021 والذي سجلت فيه اختلالات وأخطاء كثيرة في تسيير شؤون المحطة، وهو التقرير الذي ستترتب عنه موضوعيا إجراءات قانونية أخرى تحتفظ مصالح المؤسسة بحقها في عدم الإفصاح عنها، وإن المعني قد أطلع على سبب إعفائه من المنصب عن طريق مسؤوله المباشر، السيد مدير تنسيقية الإذاعات الجهوية.
ـ ثالثا : تكذب إدارة المؤسسة العمومية للإذاعة المسموعة قطعا أي علاقة لإعفاء مدير المحطة ببث أغنية لأسطورة الطرب العربي فيروز، التي تكن لها الإذاعة الوطنية كل الاحترام والتقدير، كواحدة من أيقونات الأغنية العربية والعالمية، وتتشرف الإذاعة الجزائرية بكونها من بين الإذاعات العربية الأكثر برمجة لأغاني المبدعة فيروز، تقديرا لإبداعاتها واحتراما لمواقفها المشرفة الداعمة لقضايا الأمة العادلة.
ـ رابعا: تستغرب إدارة المؤسسة العمومية للإذاعة المسموعة الكم الهائل من الأكاذيب التي أحيطت بهذا الموضوع المفبرك، ومنها أنها بادرت إلى إقالة أربعة من عمال محطة قسنطينة، حيث أن كل عمال المحطة يمارسون عملهم بشكل عادي، ولم يتعرض أحدهم لا إلى الإقالة ولا إلى أي شكل آخر من أشكال العقوبة، يمكن لأي محقق مبتدئ وموضوعي أن يتأكد بسهولة من ذلك.
ـ خامسا: تستنكر الإذاعة الجزائرية وبشدة، المحاولات البائسة واليائسة التي هدفت الى تشويه صورتها أمام الرأي العام العالمي وخاصة عند إخواننا المسيحيين، بالادعاء كذبا وبهتانا بأن الإذاعة الجزائرية لها موقف معادي للمسيحية، أو أنها تتخذ إجراءات اعتباطية هكذا، على خلفية برمجة أغنية عادية، سواء للفنانة الكبيرة فيروز أو لغيرها، وتذكر كل ملاحظ ومهتم، موضوعي وصاحب ضمير، بأن إحياء كل المناسبات والأعياد الدينية لإخواننا المسيحيين، تنقل بانتظام، وتحت إشراف مؤسسات الدولة الجزائرية، على أمواج الإذاعة الجزائرية، دون أي عقدة أو مشكل، وبأن محاولة بعض المغرضين والفتانين الاستثمار عبثا في مثل هذه المسائل الحساسة، للمساس بسمعة البلد وشعبه الذي تحكمه قيم المحبة والتسامح، تبقى محاولات بائسة، ولن تفضي إلى تحقيق شيء.
لذلك فإن الإذاعة الجزائرية، تستنكر مرة أخرى وبكل قوة، هذه الحملة المسعورة التي تستهدف سمعتها واستقرارها، عبر نشر البهتان والأكاذيب، التي لا يمكن لمروجيها مهما فعلوا أن يمنحوها الحد الأدنى من المصداقية، لأن الكذب يبقى كذبا مهما اتسعت مســـاحة الترويج له وكثر عدد مردديه، كما أنها تعلم علما يقينــــا مصدر هذه الحملة المسعورة والمشبوهة، التي تأتي في وقت تتعرض فيها جزائرنا الحبيبة لكل أنواع الهجمات الهادفة إلى ضرب استقرارها وانسجام مجتمعها.
وإذ تذكر مؤسسة الإذاعة الجزائرية بأنها تقف في جبهة الصد الأولى في مواجهة تلك الهجمات المسمومة، وهو ما لا يرضي طبعا ذوي النفوس المريضة، فإنها تتعهد بأن كل ما يحاك ضدها لن يثنيها أبدا عن أداء واجبها المهني والوطني بل يزيدها عزما على الوقوف شامخة ضد من يريدون السوء بالوطن والمواطنين.
ولأن الأكاذيب بلغت حجما لا يطاق، فإن المؤسسة الوطنية للإذاعة المسموعة تحتفظ بكامل حقها في المتابعة القضائية لمطلقي هذا البهتان.