قال رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، هذا الأربعاء، أن بلاده اليوم في مرحلة ما زالت حرجة ولكنها مليئة بالأمل ، مضيفا "الآن نستطيع أن نقول بصوت واحد، لا عودة للحرب، لا للعبث بثروات ليبيا، لا للخلاف خارج طاولة الحوار".
وأضاف الدبيبة ـ خلال كلمته اليوم أمام مؤتمر "برلين 2" حسبما أفادت وكالة الأنباء الليبية ـ" إننا اليوم نراجع سويا تعهدات مؤتمر برلين الأول،وإنجازات هذه المرحلة التي هي بالفعل كثيرة، ولكنها أيضا غير كافية، فالمخاطر ما زالت تحدق بنا وبمسيرتنا للوحدة الفعلية لليبيا واستقرارها، وأن تكون دولة ديمقراطية ذات سيادة فاعلة دوليا وإقليميا، وإنه بعد مضي سنة ونصف أقف الآن في هذه القاعة موكلا من الليبيين - ممثلا لحكومة واحدة - مثقلا بالمهام المناطة إلينا أعمل على وحدة ليبيا وسيادتها في ظروف غاية في الصعوبة، وفي وقت يتطلب منا مواقف حاسمة وتاريخية".
وأعرب رئيس الحكومة الليبية عن شكره للمستشارة الألمانية انجيلا ميركل ووزير الخارجية هايكو ماس على الدعوة للمشاركة في مؤتمر برلين في نسخته الثانية مثمنا دورهما الرائد في إنجاح مؤتمر برلين في نسخته الأولى.
وأكد أن من أهم مخرجات مسار برلين هو جمع الدول المؤثرة في ليبيا في إطار مشترك لتقريب وجهات النظر, ويبقى الآن أن يكون الصوت الليبي هو الأساس في هذه الأطر والهياكل الدولية، مرحبا بكل تواصل وانفتاح وتقارب بين الدول المجتمعة.
وكانت قد انطلقت قبل قليل أشغال مؤتمر برلين الثاني حول ليبيا، بمشاركة ليبية ودولية وأممية واسعة لبحث الاستقرار في ليبيا.
وافتتح وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، ورئيس حكومة الوحدة الليبية، عبد الحميد الدبيبة، وقائع المؤتمر في مقر وزارة الخارجية الألمانية ببرلين, بمشاركة ممثلين عن 20 دولة ومنظمة دولية.
وتعول أطراف دولية وإقليمية على مؤتمر برلين، لرسم طريق هادئ نحو إجراء الانتخابات العامة المقبلة، بدون المرتزقة الأجانب والتدخلات الخارجية.
وحددت الأمم المتحدة وألمانيا أربعة محاور للمؤتمر, في مسعى لحسم موقف المجتمع الدولي من الملفات، لا سيما في هذه المرحلة الفارقة من خارطة الحل الأمني والسياسي، قبل أشهر قليلة على موعد الاستحقاق الانتخابي.
ويتعلق المحور الأول، بدعم الخطوات السياسية المتخذة في ليبيا والاستعدادات الخاصة بإجراء الانتخابات المقبلة.
أما المحور الثاني فمرتبط ب "سحب القوات الأجنبية والمرتزقة"، استنادا لى بنود قرار وقف إطلاق النار, بينما المحور الثالث فيتعلق بتوحيد المؤسسة العسكرية ومناقشة خطوات تشكيل "قوات أمنية ليبية موحدة"، وأخيرا التأكيد على الدعم الدولي لليبيا من أجل عملية السلام والاستقرار الداخلي.
وتشكل مسألة سحب القوات الأجنبية من ليبيا ملفا مركزيا في المؤتمر، إذ تغذي قوى خارجية بشكل واسع النزاع في البلاد كما تضع عقبات أمام تنفيذ تفاهمات الأطراف الليبية على درب تسوية الأزمة.