أعلن رئيس الوزراء اللبناني المُكلف سعد الحريري هذا الخميس، اعتذاره عن تشكيل الحكومة بعد قرابة 9 أشهر من تكليفه بالمهمة،إثر استشارات نيابة ملزمة.
وقال الحريري في تصريحات صحفية عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون، في "قصر بعبدا": "عون طلب مني تعديلات جوهرية على الحكومة، والواضح أنه لا ثقة بالموضوع، وقدمت اعتذاري عن عدم تشكيل الحكومة..." مضيفا "لن نستطيع الاتفاق مع الرئيس عون".
وكان رئيس الوزراء اللبناني المكلف،أعلن الأربعاء، أنه قدم لرئيس البلاد ميشال عون،تشكيلة حكومية جديدة من 24 وزيرا اختصاصيا (لا ينتمون لأحزاب سياسية) وينتظر رد الرئيس .
وكانت تشكيلة الحكومة الجديدة بمثابة آخر عرض وزاري يقدمه رئيس الوزراء المكلف قبل أن يتجه نحو الاعتذار عن عدم استكمال المهمة.
وعلى مدار نحو 9 أشهر، تحول خلافات بين عون والحريري دون تشكيل حكومة لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب والتي استقالت في 10 أوت 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي في مرفأ العاصمة بيروت.
وتركزت هذه الخلافات حول حق تسمية الوزراء المسيحيين، مع اتهام من الحريري ينفيه عون بالإصرار على الحصول لفريقه، ومن ضمنه "حزب الله"، على "الثلث المعطل"، وهو عدد وزراء يسمح بالتحكم في قرارات الحكومة.
ومنذ أواخر 2019، يعيش لبنان تحت وطأة أزمة اقتصادية هي الأسوأ في تاريخه الحديث، أدت إلى انهيار مالي وتدهور القدرة الشرائية لمعظم سكانه،فضلا عن شح في الوقود والأدوية وارتفاع أسعار السلع الغذائية.
احتجاجات على تردي الأوضاع المعيشية
و عقب اعتذار الحريري عن تشكيل الحكومة ،شهدت مختلف المناطق اللبنانية حركات احتجاجية على تردي الأوضاع المعيشية وارتفاع سعر صرف الدولار.فقد قطع محتجون الطرقات في بيروت وبعض ضواحيها بالإطارات المشتعلة والسواتر الترابية .
كما قطع المحتجون أيضا الطريق في منطقة الجية-خلده التي تربط العاصمة بيروت بجنوبي لبنان مما ادى إلى توقف السير بالكامل حيث علق العديد من الأشخاص ساعات في سياراتهم وعدم تمكنهم من الوصول الى منازلهم.
وانتشر الجيش اللبناني على الطرقات في محاولة لفتح الطرقات التي قطعها المحتجون .
وقد حصلت حالة من الكر والفر تسود بين عناصر الجيش والمحتجين قرب مدرسة عمر فروخ، ووقوع إصابات في صفوف الجانبين.