عبر المشاركون في برنامج "زوايا الأحداث" لهذا الثلاثاء عن تفاؤلهم بالتوصيات التي ستتوج بها الجولة الثانية من الحوار الليبي- الليبي بالجزائر برعاية الأمم المتحدة، من أجل بناء السلم و الأمن في ليبيا.
و قد أثرى الحوار كل من المحلل السياسي الدكتور مخلوف ساحل، الخبير في المجال الأمني و الإستراتيجي الأستاذ أحمد ميزاب و من ليبيا المحلل السياسي الدكتور عادل عبد الكافي و كذا تصريحات لكل من عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الليبي السابق ورئيس حزب الوطن الليبي عبد الحكيم بلحاج وممثل الأحزاب المستقلة المشاركة في الجولة الثانية عاطف ميلود.
و في هذا الصدد، أعتبر الدكتور مخلوف ساحل أن الجولة الثانية تأتي في سياق مسار تفاوضي شهدته عديد العواصم و جولتي الجزائر الأهم من المحطات السابقة حيث صدر عن الجولة الأولى ما عرف بإعلان الجزائر و الذي شكل وثيقة بمثابة خارطة طريق للمسار التفاوضي الليبي الليبي حيث حضرت في الجولة الثانية أطراف سياسية مهمة جدا.
وأضاف الدكتور ساحل أن الجزائر تحظى بثقة كبيرة من طرف الإخوة الليبيين و كثير من الأطراف الليبية تعول على أهمية و دور الجزائر في مرافقتهم و المجتمع الدولي و مبعوث الأمم المتحدة يؤكدون على أن سعي الجزائر من أجل بناء السلم و الأمن في المنطقة.
من جانبه، يرى الأستاذ أحمد ميزاب أن الجزائر من خلال الجولة الأولى وضعت السكة التي سوف يسير عليها قطار المفاوضات بين الفرقاء الليبيين و انضمام أطراف جديدة في هذه الجولة يدل على قناعتها بفاعلية جولات الحوار في الجزائر و الجولة الثانية سوف تتطرق إلى التفاصيل و الآليات التي من خلالها تجسيد نقاط إعلان الجزائر و كأولوية قصوى تناقش نقطتين أساسيتين الأولى متعلقة بتشكيل حكومة وحدة وطنية و الثانية متعلقة بوضع الترتيبات الأمنية من حيث آليات جمع السلاح و مصير المليشيات و مسألة محاربة الإرهاب.
و استطرد الخبير في المجال الأمني و الإستراتيجي الأستاذ ميزاب قائلا إن الكل يدرك بأن تداعيات الأزمة الليبية تهدد أمن المنطقة و دول الجوار و الفرقاء الليبيون ملزمون بحتمية إيجاد آليات حل.
كما أكد المحلل السياسي الدكتور عادل عبد الكافي من ليبيا أن الحوار هو خيار إستراتيجي و المجتمع الدولي أعلن أنه من يعرقله سيدرج ضمن القائمة السوداء و تطبق عليه عقوبات، قائلا إن الليبيين يثمنون دور الجزائر في الحوار الليبي الليبي نتيجة الانقسام السياسي و العسكري داخل ليبيا.
و يعتقد الدكتور عادل عبد الكافي أن الخروج بحكومة وفاق وطني في ظل الوضع الأمني و العسكري السائد الآن لن يكون حلا للأزمة بل يجب وضع حد للاقتتال، و ينتظر من خلال حوار السخيرات حلحلة الإشكالية الأمنية و قال إننا كليبيين أدرى بالشخصيات التي تقود المؤسسة العسكرية و الأمنية و كذا الشخصيات السياسية وصولا إلى مؤسسات الدولة و إلى الدستور.
و بدوره يرى عبد الحفيظ غوقة بأن اجتماع الجزائر هو الأهم لحد الآن للاقتراب من حل الأزمة الليبية، و ذلك لأن القوى السياسية الحاضرة لها طرف في المشهد وفي الأزمة الحاصلة في ليبيا و أن وصول بناء الثقة و التوافق مع هذه الأحزاب السياسية مسألة مهمة جدا ، فحوار الجزائر ليس لدعم الحوار و التعبير عنه فقط و إنما لتذليل كثير من الصعوبات و بناء التوافق في حل الأزمة السياسية الليبية.
أما رئيس حزب الوطن الليبي عبد الحكيم بلحاج فقد أبدى تفاؤله مما ستخرج به الجولة الثانية من توصيات في ظل تقارب وجهات النظر حيث قال إنه فيما يتعلق بحيثيات الجولة الثانية من هذا الحوار أن الجميع ينتظر اليوم صدور البيان الختامي و الذي سوف يشير إلى جملة من النقاط.
و يأمل عبد الحكيم بلحاج أن تتوج الجهود و تكلل بالنجاح للوصول إلى اتفاق لتشكيل حكومة توافق وطني و النظر في حل الأزمة المتعلقة باسم التشريع الموجودة في البلاد.
ومن جهته، أعرب ممثل الأحزاب المستقلة المشاركة في الجولة الثانية عاطف ميلود عن تفاؤله في تجاوز الخلافات حول قضية شرعية البرلمان و المرور إلى مرحلة بناء مؤسسات الدولة،و يعتقد أن الجولة الثانية بها بوادر طيبة لاجتياز المرحلة قائلا إن معظم الأطراف متفقة على وجود مؤسسات تشريعية نيابة عن الشعب الليبي و عن جميع الأطراف المشاركة، كما أشاد بدور الجزائر في الوساطة.
المصدر: الإذاعة الجزائرية