أكد الوزير الأول عبد المالك سلال الذي يمثل رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة في قمة رؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي يوم الخميس بمالابو انه لا يمكن معالجة اشكالية الامن الغذائي في افريقيا من الجانب الاقتصادي فحسب لانها تكتسي طابعا "سياسيا محضا".
و اشار سلال خلال أشغال القمة العادية ال23 لرؤساء دول و حكومات الإتحاد الإفريقي المنظمة تحت شعار "سنة الزراعة و الامن الغذائي" الى انه "لا يمكن معالجة اشكالية الامن الغذائي في افريقيا من الجانب الاقتصادي فحسب نظرا لتعقيدها و لاهمية الطابع السياسي الذي تكتسيه اذ تقتضي معالجتها اتخاذ قرار سياسي شامل ملائم".
كما اشاد سلال الذي نقل إلى رؤساء دول و حكومات الاتحاد الافريقي "التحيات الاخوية" للرئيس عبد العزيز بوتفليقة "بالجهود المكثفة المبذولة في افريقيا منذ عقد لضمان الامن الغذائي لاسيما من خلال وضع برنامج مفصل لتطوير الزراعة الافريقية بغية رفع هذا التحدي الهام الذي يؤثر كثيرا على التنمية و السلم في القارة.
و اعتبر انه "حتى و إن تم تقدير ضمان الامن الغذائي في افريقيا بفضل الجهود المبذولة فإن النتائج المحققة تتطلب المزيد من الدعم كونها عادة ما تكون مرتبطة بتذبذب اسعار المواد الغذائية و كذا التقلبات المتعلقة بتطور النزاعات و التغيرات المناخية و الكوارث الطبيعية على غرار الجفاف و الفيضانات المتكررة و يضاف الى ذلك النمو الديمغرافي للقارة الذي يزيد من حدة اشكالية الامن الغذائي. و امام حجم هذا التحدي قال السيد سلال انه على افريقيا "الاعتماد على قدراتها الخاصة و كذا استغلال امثل لفرص الشراكة و المساعدة مع المجموعات القارية
الاخرى و المنظمات و الهيئات الدولية على رفع انتاجها الغذائي". كما دعا الى "التعاون التقني و البحث الفلاحي و التمويل المبتكر و انسجام رؤوس الاموال العمومية و الخاصة و الموارد المالية للمانحين المؤسساتيين" بغية الاستجابة للحاجيات الغذائية المتنامية للشعوب الافريقية".
هذا وأكد وزير الشؤون الخارجية رمطان لعمامرة ان قمة الاتحاد الافريقي التي انطلقت يوم الخميس تشكل موعدا "هاما" في الحياة المؤسساتية السياسية لافريقيا من خلال تحديد اجندة القارة الافريقية للسنوات ال50 المقبلة.
واوضح لعمامرة ان هذه القمة "تعد موعدا هاما في الحياة المؤسساتية السياسية لافريقيا و اعلانا عن نهاية سنة احياء خمسينية منظمة الوحدة الافريقية لكن مع استشراف للمستقبل". كما اوضح الوزير ان نقطة هامة قد تم ادراجها في جدول اعمال هذه القمة والمتمثلة في اجندة افريقيا لافاق 2063 التي تشكل -كما قال- "تصور القارة الافريقية خلال السنوات ال50 المقبلة".
و أوضح قائلا "نحن نحيي اليوم بحفاوة الذكرى العاشرة لهذه المبادرة السياسية المتمثلة في البرنامج المفصل من أجل تطوير الفلاحة الافريقية الذي التزمت من خلاله الحكومات بتكريس 10% من ميزانيتها الوطنية لتطوير قطاع الفلاحة". و حذر قائلا أنه "مهما كان سديدا إلا أن مبدأ تخصيص 10 % من الميزانية الوطنية للفلاحة لا ينبغي أن يحملنا عل