تناول برنامج منتهى السياسة لإذاعة الجزائر الدولية هذا الثلاثاء موضوع نتائج الانتخابات الرئاسية التونسية والجمهورية الثانية التي يترأسها حزب نداء تونس الذي حاز على السلطة ، والتي كانت ديمقراطية نزيهة وكذا المرحلة الانتقالية دامت أربع سنوات ونالت فوزا ساحقا للإسلاميين حيث تغيرت الكفة و دخلت تونس في جبهة أخرى وهي مسؤولية حزب نداء تونس.
و قد شارك في الحوار كل من الدكتور عبد العالي رزاقي محلل سياسي و أكاديمي و نور الدين بكسي أستاذ في علم الاجتماع السياسي و المحلل السياسي التونسي مقداد إسعاد ومن تونس الكاتب و الإعلامي المنجي الخضراوي و محلل الإذاعة الدولية زهير بوعمامة.
و في هذا الإطار يرى الدكتور عبد العالي رزاقي أن الانتخابات كانت نزيهة بغض النظر عن النتيجة ، بعيدا عن تداعيات الوضع في المنطقة و الوضع الاقتصادي ،و الرئيس السبسي يصلح لتونس و هناك مشاكل يصعب تجاوزها.
و أضاف الدكتور عبد العالي رزاقي أن الحركة الاحتجاجية في الجنوب مؤخرا هي آلية من آليات الديمقراطية و لأول مرة رئيس في دولة عربية لم يدعم من أي حزب و الرئيس المنتخب قد مارس عدة مهام و الشعب التونسي يريد الرخاء بالإضافة إلى الحل الأمني ،و تونس يجب أن تراهن على نفسها.
و قال نور الدين بكسي أستاذ في علم الاجتماع السياسي إن تونس منبع للثورات و المجتمعات الأخرى إذ قلدت تونس و مجتمعها متجانس، و الموقع الجغرافي له دور فهي بعيدة عن منطقة النزاعات و قد حققت بعض الإنجازات و لم تنفلت فيها الثورة ، والمواطن فيها يحقق بعض المطالب، وما عاشته تونس درس يتعلم منه الجميع و الرئيس السبسي له حلول للمشاكل، وطبيعة المشهد التونسي هي عبارة عن حركات في دور التكتل فمشهدها جديد والكل يحاول إضفاء النجاح على الشرعية، و يجب بناء مؤسسات و كل شيء يرتبط بالجبهة الداخلية.
أما الأستاذ مقداد إسعاد محلل سياسي تونسي كقيادي لحركة النهضة فقد عرض رؤية واضحة قبل و بعد الثورة أراد أن يكون له قراءة واقعية لتونس من حيث الحراك السياسي و الوضع العالمي و التكنولوجي للاستفادة منها ، و تونس لها ثقل كبير و التجربة في 4 سنوات كانت ناجحة و أخذت منها دروس و النهضة متوجهة نحو الخليج و تركيا و الجيوستراتيجية لتونس لها وزن كبير بموقعها و حدودها ذات أهمية كبرى، و النهضة كانت لها رمزية و شرعية فهي من نصبت المرزوقي والخارطة السياسية تتكون من كتل و شخصيات فليست متجانسة و النهضة ستدفع الثمن غاليا لأن الوضع غير مريح تماما.
و أوضح الأستاذ مقداد إسعاد محلل سياسي أنه ليست لتونس أشياء تتنازل عليها للخارج ، و ننتظر تحديات لوصول تونس إلى ما نريد، و اليوم الإدارة التونسية عادت إليها كل السلطة.
من جانبه يعتقد الدكتور زهير بوعمامة محلل الإذاعة الدولية بأن الشعب التونسي يقدم نموذجا رائدا في المنطقة و هو يؤسس "دولة شعب "،و هو الذي يفصل بين الناس و قد أنجزوا شيئا تاريخيا عظيما فيجب أن ننظر إليه بكل إعجاب و هو نموذج نتمنى أن لا يصل إلى العنف و الإقصاء ، ونتائج الرئاسيات قد حسمت مسألة السلطة ، و قد نجح الناخب التونسي لأنه براغماتي.
و أضاف الدكتور زهير بوعمامة ان الرئيس القائد السبسي أمامه تحديات كبرى تواجه تونس و الشعب ينتظر كثيرا و سيفكر مليا لمواجهة التحديات و يعتقد أن تكون حكومة سياسية و لا يستبعد أن تكون تكنوقراطية.
و استطرد قائلا إن برنامج الرئيس الجديد سيكون تصحيحي و يعيد الروابط في علاقاته مع بعض الدول و تكون لتونس علاقات متوازنة و ستكون قريبة من الطرح الجزائري الذي يدعو إلى الحوار .
من جهته أوضح من تونس الإعلامي المنجي الخضراوي أن بعض الإحتجاجات كانت في الجنوب و اليوم هناك هدوء حذر مقارنة بالأمس ، و قال إن الشعب يستحق الحرية و الكرامة، كما أن الأولوية هي تشكيل الحكومة و مقاومة الإرهاب والتنمية العادلة دون تمييز و تحسين وضعية التونسيين خلال الخمس سنوات.
المصدر: الإذاعة الجزائرية