ذكرت مصادر مطلعة أن الأمين العام للأمم المتحدة, أنطونيو غوتيريس, وجه مساء الثلاثاء, تقريره حول الحالة في الصحراء الغربية إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي والذي استهلت جنوب إفريقيا رئاساتها له لشهر أكتوبر الجاري.
وكانت رئاسة مجلس الامن الاممي ذكرت قبل ذلك ان السيد غوتيريس سيسلم الثلاثاء تقريره الدوري حول الصحراء الغربية الى اعضاء المجلس لدراسته ومناقشته قبل التصويت على قرار بشأن تمديد ولاية بعثة "المينورسو ".
وقالت تقارير انه وفقا للبرنامج الرسمي الذي وزعته البعثة الدائمة لجنوب افريقيا التي تترأس مجلس الامن لشهر أكتوبر سيعقد المجلس جلساته حول الوضع في الصحراء الغربية أيام 8 ,16, و30 أكتوبر الجاري وستتخلل الاجتماعات مشاورات غير رسمية حول مسودة القرار الذي سيصدر نهاية الشهر .
ووفق ما افاده مصدر أممي, فان مجلس الأمن وتحت الرئاسة الشهرية لجنوب إفريقيا, اتفق أخيرا على تحديد جدول أعماله حيث خصص ثلاثة جلسات لمناقشة النزاع في الصحراء الغربية قبل نهاية ولاية البعثة الأممية "المينورسو" في الواحد والثلاثين من أكتوبر المقبل بموجب القرار رقم 2468.
وأكد نفس المصدر ان القضية الصحراوية "ستحظى باهتمام كبير وسيتخذ المجلس برئاسة جنوب افريقيا قرارا بشان الخطوات المقبلة للدفع بالجهود نحو الإسراع في إيجاد حل للنزاع الذي طال أمده".
وبرمج مجلس الأمن الدولي جلسته الثانية لملف الصحراء الغربية بتاريخ السادس عشر من أكتوبر , وهي الجلسة المخصصة للبلدان المساهمة في البعثة الأممية "المينورسو", والتي سيحضرها كل من رئيس البعثة كولن ستيوارت, ورئيس قوات البعثة الجنرال الباكستاني ضياء الرحمان.
واكد المصدر الاممي ان المناقشات تجري في ظل وضع متوتر تشهده المنطقة نتيجة تصاعد أعمال القمع في الاراضي المحتلة من الصحراء الغربية والتي أدت إلى وفاة شابة صحراوية واعتقال واصابة عدد من المواطنين الصحراويين بالعيون المحتلة .
وطبقا للمصدر نفسه, فإن الجلسة الثالثة ستكون بتاريخ الثلاثين من أكتوبر قبل يوم واحد من موعد نهاية عهدة "المينورسو" في 31 أكتوبر, حيث سيجري فيها إعتماد القرار النهائي لمجلس الأمن بعد تصويت أعضاء المجلس.
يشار الى انه سبق للهيئة العليا للأمم المتحدة الاجتماع مرتين حول القضية في يناير و أبريل المنصرمين لكن غياب مبعوث أممي حال دون احراز تقدم في المسار السياسي الذي بادر به المبعوث الشخصي السابق للامين العام الاممي ,هورست كوهلر حسب تعليقات مصادر بنيويورك مقربة من مجلس الأمن.
وكان الرئيس الصحراوي, الامين العام لجبهة البوليساريو ابراهيم غالي قد تأسف - في رسالة بعث بها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي- لتأخر تعيين مبعوث شخصي جديد مما أدى - كما قال- إلى "شل العملية السياسية".
وقد ألقت استقالة الرئيس السابق لألمانيا, هورست كوهلر بضلالها على مسار السلم الاممي من اجل تسوية النزاع بالصحراء الغربية بعد ان كان نفذ وساطة مكثفة أعطى من خلالها ديناميكية جديدة للمسار .
ونجح المبعوث الشخصي للسيد غوتيريس في رفع ما وصف بالرهان الأول و الذي يتمثل في اعادة المسار السياسي الى السكة بعد ست سنوات من حالة الانسداد التي عرفتها المفاوضات بين جبهة البوليساريو و المغرب.
و في ظل هاته الديناميكية نظم كوهلر شهر ديسمبر الفارط, طاولة مستديرة بجنيف دعا اليها طرفي النزاع (جبهة البوليساريو و المغرب) و كذا البلدين الجارين, و هما الجزائر و موريتانيا.
كما تم تنظيم طاولة مستديرة ثانية, بسويسرا دائما, تحت اشراف الامم المتحدة و التي تهدف الى "تعزيز الديناميكية الايجابية التي ولدها الاجتماع الاول و الشروع في التطرق الى المسائل الجوهرية".
وعقب هذا الاجتماع الثاني, اعترف المبعوث السابق ان المهمة لم تكن بالهينة و انه لا يجب "انتظار نتيجة سريعة بسبب اختلاف المواقف".
و اعتبر في نفس السياق أن "الجهود الحقيقية" من كلا الطرفين ضرورية لبناء الثقة المفقودة لتقدم المفاوضات.
الا ان المغرب لم يكن متعاونا إذ رفض إجراءات الثقة التي شدد عليها المبعوث هورست كوهلر لاسيما تلك المتضمنة إزالة الألغام و استئناف الزيارات بين العائلات الصحراوية.
وبعد جنيف, أراد كوهلر التوقف قبل إطلاق الدورة الثالثة للمحادثات.
للتذكير قدم الامين العام للأمم المتحدة للجمعية العامة الاممية تقريرا حول حقوق الشعوب في تقرير المصير اعلم فيه الهيئة المقررة للمنظمة الاممية بوضعية تقدم ملف الصحراء الغربية.
و قد تم تسليم التقرير المدرج ضمن جدول اعمال الدورة ال74 للجمعية العامة للأمم المتحدة تطبيقا للائحة رقم 73/160 للجمعية العامة الاممية التي طلبت من الامين العام أن يعد تقريرا حول مسالة حقوق الشعوب في تقرير المصير.
وابرز السيد غوتيريس في تقريره أهمية المينورسو التي قال انها "تبقى اداة جوهرية في الجهود التي تبذلها الامم المتحدة من اجل التوصل الى حل سياسي عادل و دائم و مقبول من طرفي النزاع يضمن حق تقرير مصير شعب الصحراء الغربية".
وفي نفس التقرير أكد الامين العام الاممي ان لجنة المسائل السياسية الخاصة وإنهاء الاستعمار (اللجنة الرابعة) التابعة للجمعية العامة واللجنة الخاصة المعنية بحالة تنفيذ إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمرة تعالج منذ عقود الصحراء الغربية باعتبارها إقليما غير متمتع بالحكم الذاتي ومسألة تتعلق بإنهاء الاستعمار.
ودعا غوتيريس الجمعية العامة وأعضاء مجلس الأمن وأصدقاء الصحراء الغربية والجهات الفاعلة الأخرى إلى تشجيع المغرب وجبهة البوليساريو على "اغتنام الفرصة المتاحة حاليا ومواصلة المشاركة بحسن نية ودون شروط مسبقة" .