أكد الرئيس التونسي، قيس سعيّد، اليوم الاثنين، أن البرلمان صار يعيش في الفترة الأخيرة حالة من الفوضى جعلته غير قادر على القيام بمهامه، مبرزا حرصه على تأمين السير الطبيعي للبرلمان ولدواليب الدولة.
ونقلت وكالة الأنباء التونسية (وات) عن الرئيس سعيّد، قوله - خلال لقاء جمعه اليوم بقصر قرطاج، مع كل من رئيس مجلس نواب الشعب راشد الغنوشي ونائبيه سميرة الشواشي وطارق الفتيتي - "نحن نجتمع اليوم في ظل وضع غير عادي، لم تشهده تونس من قبل، لقد تعطلت تقريبا أعمال البرلمان رغم أنه من المؤسسات الدستورية، وهو أمر غير مقبول بكل المقاييس".
وشدد الرئيس التونسي على أنه "لن يظل مكتوف الأيدي أمام ما تشهده مؤسسات الدولة من تهاو، وأن الدولة ستبقى فوق كل الاعتبارات"، مشيرا إلى أنه "ليس في صراع مع أحد وأنه لا يبحث عن صدام مع أي جهة كانت، وأنه شديد الحرص على العمل في نطاق القانون وفي كنف الاحترام ووفقا لإرادة الشعب وطموحاته".
وأشار إلى أن "المناكفات تحصل في كثير من المجالس النيابية وقد تصل أحيانا إلى العنف، لكن أن تبلغ الأمور حد تعطيل سير عمل مؤسسة دستورية فهذا أمر غير مقبول"، مؤكدا أن "الوضع لا يمكن أن يتواصل على هذا النحو".
وأضاف في هذا الصدد، قائلا: "مهمتي الأولى كما ينص عليه الدستور هي الحفاظ على الدولة وعلى سائر مؤسساتها ودواليبها، وكذلك تحقيق إرادة الأغلبية الساحقة في تونس، التي تم تناسي مطالبها وتجاهل ما رفعته من شعارات أواخر سنة 2010 وبداية سنة 2011".
وذكّر الرئيس سعيّد، بأن الإمكانيات القانونية والوسائل المتاحة في الدستور للحفاظ على مؤسسات الدولة متوفرة أمامه وهي "كالصواريخ على منصات إطلاقها"، لكنه لا يريد اللجوء إليها في هذا الظرف بالذات، مذكرا بأن سلطة الضبط الإداري داخل مجلس نواب الشعب تعود إلى رئيس البرلمان طبقا للفصل 48 من نظامه الداخلي.
وشدد على أن "تونس تعيش اليوم أخطر وأدق اللحظات في تاريخها منذ الاستقلال"، داعيا الجميع إلى "وجوب التحلي بروح المسؤولية، والانكباب على حل المشاكل الحقيقية للشعب التونسي".
وكان رئيس الوزراء التونسي إلياس الفخفاخ قدم استقالته إلى الرئيس التونسي قيس سعيّد الأربعاء الماضي وذلك، لإفساح طريق جديدة أمام رئيس الدولة، للخروج من الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد حاليا.
وجاءت استقالة الفخفاخ، وإقالة وزراء حزب "النهضة" في حكومته، في أعقاب تقديم لائحة موقعة من 105 نواب في البرلمان لسحب الثقة، وذلك من عدد من الكتل ومنها "النهضة" و "قلب تونس" ونواب مستقلين.