طالب وزير الشؤون الخارجية الصحراوي، محمد سالم ولد السالك، الولايات المتحدة وكافة أعضاء مجلس الأمن، العمل بجدية لإنهاء الاحتلال المغربي للأراضي الصحراوية من خلال تطبيق ما تم التوقيع عليه من قبل الطرفين (المغرب والبوليساريو) تحت إشرافهم و بضمانتهم، مؤكدا أن الشعب الصحراوي الذي اظهر ضبطا للنفس طيلة ثلاثة عقود، فقد ثقته في جدية المجلس وفي بعثة "المينورسو"، التي تحولت مهمتها النبيلة في تنظيم استفتاء تقرير مصيره إلى "حارس للاحتلال و الأمر الواقع".
وأكد السيد ولد السالك في حديث لموقع "صمود" الصحراوي أن "القضية الصحراوية هي قضية تصفية إستعمار، و تعالجها الأمم المتحدة منذ ستينيات القرن الماضي على هذا الأساس، و لا يمكن، مهما كانت الظروف، أن يتم القفز على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير و الاستقلال".
وأوضح أنه "اذا كان الطرف الصحراوي قد اظهر الكثير من المرونة و مارس الكثير من ضبط النفس، لمدة ثلاثة عقود للمساهمة في اطار مجهودات الأمم المتحدة لتذليل الصعاب، و تجاوز العقبات و المناورات المغربية، فإن الاحوال اليوم قد تغيرت تماما لعدة أسباب منها أن الشعب الصحراوي فقد ثقته في جدية مجلس الامن في فرض على الطرف الآخر الذهاب الي الاستفتاء و تنظيمه من طرف المينورسو، التي تحولت في أعين الصحراويين من بعثة أممية أتت للقيام بمهمة نبيلة، الي ادارة تقوم بدور الحارس للاحتلال و الامر الواقع".
وهنا أعاد التذكير بأن وقف إطلاق النار الموقع بين الطرفين مكونا من مكونات إتفاقية السلام المعروفة بمخطط التسوية، وهو "الشقيق التوأم للإستفتاء و لا يمكن بحال من الأحوال فصلهما".
من جانب أخر، أدان وزير الخارجية الصحراوي، موقفا فرنسا وإسبانيا ومحاولتهما منع الشعب الصحراوي من الاستقلال في إطار "نظرة فرنسية قديمة رهنت مصالحها مع النظام العلوي في المغرب تتعارض حتى مع المصالح الاستراتيجية لكل من البلدين في الضفة الجنوبية للمتوسط"، مبرزا صمود الشعب الصحراوي المتواصل ورفضه الإلتفاف على حقوقه المعترف بها دوليا، والتي لا يمكن أن تكون "عرضة لنزوات أي كان، أو أن يتم استبعادها في إطار مقايضات معينة" كما قال.
كما أدان بشدة "المحاولات الدنيئة التي تقوم بها فرنسا وبعض الأطراف داخل مجلس الأمن من أجل المس من الطبيعة القانونية للقضية الوطنية الصحراوية"، التي أكد أنها قضية تصفية استعمار لا يمكن حلها إلا بممارسة الشعب الصحراوي لحقه الثابت و غير القابل للتصرف في تقرير المصير و الاستقلال.
وقال المسؤول الصحراوي أن "المغرب يقوم بحرب بالوكالة، نيابة عن فرنسا التي ما زالت متمسكة بسلطة الحماية، و تتحكم في اقتصاد البلد و قرارته طبقا لإتفاقية إيكس لي بان" معيدا تذكير الاحتلال بأن ما يسميه ب"مشروعه للحكم الذاتي"، ولد ميتا و لن يمرر أبدا على الشعب الصحراوي.
و اعتبر انه بدعم هذه الدول وتأييدها المغرب، فإنها "تدفعه في النهاية الي الانهيار و الإنفجار، لأنه من الناحية الإستراتيجية لا يمكن للمغرب ان يهزم الشعب الصحراوي، و الاستمرار في الوضع الحالي له انعكاسات كارثية علي الأوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و الإنسانية في المغرب، ناهيك عن تراجع هذا الأخير عن سيادة الشعب المغربي و شرفه و كرامته".
"ان المغرب يخفي عن شعبه أن المجتمع الدولي لن يعترف له أبدا بالسيادة على الصحراء الغربية، و أن درس 45 سنة كافية لإثبات ذلك، كما يخفي عنه أن الجمهورية الصحراوية لا يمكن طردها و لا اختزالها و انها حقيقة ملموسة لا يمكن نكرانها"، حسب ما أبرزه السيد ولد السالك.
الى ذلك نبه الى أن "كل محاولات المغرب تشريع احتلاله مصيرها الفشل التام كما جرى في كل مرة وان كل المخططات الرامية الي ذلك، سواء كان ذلك على الأرض او على الصعيد الديبلوماسي سيتم افشالها بكل تأكيد".
وشكل استمرار المغرب في "قمعه الهمجي و الجرائم ضد الإنسانية و جرائم الحرب ضد أبناء الشعب الصحراوي والتي ما زالت تشكل السلوك اليومي للاحتلال"، موضع ادانة قوية من قبل الوزير الصحراوي.
وفي رده عن استفسار بشان انفراد الولايات المتحدة بلقب صاحبة القلم، ضمن ما يسمى بمجموعة "اصدقاء الصحراء الغربية" بمجلس الامن، رغم تحفظات بعض اعضاء مجلس الامن الدائمين وغير الدائمين قال ولد السالك أن هذه المجموعة "أصبحت تعمل بعيدا عن الشرعية، و تتحرك في الظلام و حروف و كلمات قلمها تفوح بالظلم، و تدوس علي الشرعية الدولية و تبتعد كل مرة عن العدل و السلام".