أكد ممثل جبهة البوليساريو لدى الامم المتحدة، سيدي محمد عمار، أن مركز جبهة البوليساريو بمنظمة الامم المتحدة مبني على أسس وطيدة تشكلت وترسخت بتضحيات الشعب الصحراوي مكذبا في السياق كل الادعاءات التي قدمها السفير المغربي أمام الدورة الأخيرة للجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار (لجنة الـ 24) فيما يتعلق بالطبيعة القانونية المعترف بها دوليا لمسألة الصحراء الغربية.
وفي رسالة إلى الممثلين الدائمين للدول الأعضاء بالأمم المتحدة "ردا على رسالة تضليلية توصلوا بها سابقا من سفير دولة الاحتلال المغربية، شكك فيها بمركز ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة بإدعائه أنه لا يملك أي اعتماد لدى الأمم المتحدة"، شدد ممثل الجبهة على أنه "مهما تمادت دولة الاحتلال المغربية، فإن مركز جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة وغيرها هو مركز ذو أسس وطيدة لأنه تشكل وترسخ بفضل تضحيات الشعب الصحراوي وتصميمه الذي لا يلين على تحرير أرضه المحتلة بصورة غير شرعية وممارسة حقه غير القابل للتصرف في الحرية والاستقلال".
وأضاف ممثل جبهة البوليساريو، ان رد السفير المغربي جاء على مضمون الرسالة التي قدمتها الجبهة في جوان الماضي والتي كذبت (الجبهة) فيها بالحجج كل الادعاءات التي قدمها المغرب أمام الدورة الأخيرة للجنة الخاصة المعنية بإنهاء الاستعمار (لجنة ال24) فيما يتعلق بالطبيعة القانونية المعترف بها دوليا لمسألة الصحراء الغربية.
وعليه أكد عضو الأمانة الوطنية في جبهة البوليساريو أنه "لا يمكن لأحد أن ينكر أن الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب (جبهة البوليساريو) هي الممثل الشرعي المعترف به دوليا لشعب إقليم الصحراء الغربية الخاضع لعملية تصفية استعمار وفقا لقرارات الجمعية العامة من بين قرارات أخرى".
تمثيلية جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة موجودة منذ سبعينات القرن الماضي
كما لا يمكن لأحد -يقول الدبلوماسي الصحراوي - "أن ينكر أيضا أن جبهة البوليساريو معترف بها كذلك من قبل الجمعية العامة ومجلس الأمن باعتبارها أحد طرفي النزاع في الصحراء الغربية وفقا لقراريهما /36/46 و أس/ /658 والقرارات اللاحقة".
وذكر الدبلوماسي الصحراوي، بأن "تمثيلية جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة موجودة منذ السبعينات، حيث دعا مجلس الأمن في 22 جوان 1979 ممثل الجبهة إلى إلقاء كلمة أمام المجلس بشأن مسألة الصحراء الغربية خلال الاجتماع الذي طلبته دولة الاحتلال المغربية التي كانت تتكبد خسائر فادحة في ساحة المعركة في ذلك الوقت".
وعليه فإن ممثلي جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة معتمدون حسب الأصول من قبل الأمم المتحدة لأداء مهامهم الدبلوماسية وفقا للإجراءات المعمول بها في المنظمة، ولديهم اعتمادات الأمم المتحدة الخاصة بهم التي تتيح لهم ولوج مقر الأمم المتحدة بالكامل لحضور الاجتماعات حول الصحراء الغربية والاجتماع مع كبار مسؤولي الأمم المتحدة بمن فيهم الأمين العام، حسب ما جاء في رسالة ممثل الجبهة.
وجدد السيد سيدي عمار، التذكر بقانونية الجبهة مبرزا أن "جبهة البوليساريو حركة تحرير وطني معترف بها دوليا أسسها الشعب الصحراوي في 10 ماي 1973 لمحاربة الوجود الاستعماري الإسباني في الصحراء الغربية".
وفي هذا الصدد، يجدر التذكير باستنتاجات تقرير بعثة الأمم المتحدة التي زارت الصحراء الغربية (الصحراء الإسبانية آنذاك) والبلدان المجاورة في ماي-جوان 1975" .
وواصل في السياق يقول "جاء في تقرير بعثة الأمم المتحدة أن جبهة البوليساريو، رغم أنها كانت تعتبر حركة سرية قبل وصول البعثة، القوة السياسية المسيطرة في الإقليم" وأن "البعثة وجدت أن للجبهة تأييداذ ضخماذ بين جميع قطاعات السكان" كما اتضح للبعثة أن هناك إجماعا ساحقا في الرأي بين الصحراويين داخل الإقليم على تأييد الاستقلال ومعارضة الاندماج مع أي بلد مجاور".
ويرى الدبلوماسي، أنه اليوم أكثر من أي وقت مضى، فقد "أصبحت هذه الحقائق التي لا يمكن إنكارها أكثر رسوخا مع استمرار شعب الصحراء الغربية، بقيادة جبهة البوليساريو، في كفاحه المشروع المعترف به ضد الاحتلال المغربي غير الشرعي للصحراء الغربية والذي مازال مستمرا منذ 31 أكتوبر 1975".
جبهة البوليساريو تواصل المعركة الدبلوماسية والمسلحة ضد الاحتلال المغربي
وذكّر السيد سيدي عمار في رسالته "إن دولة الاحتلال المغربية تعرف جيدا، أن جبهة البوليساريو هي التي حاربتها لمدة 16 عاما وأرغمتها في نهاية المطاف على قبول خطة التسوية المشتركة بين الأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية التي نصت على وقف إطلاق النار للعام 1991 واستفتاء تقرير المصير".
ولا يمكن لدولة الاحتلال وممثلوها أن ينكروا أن جبهة البوليساريو أسرت أكثر من 3000 أسير حرب مغربي تم أطلاق سراحهم بعد وقف إطلاق النار بالتنسيق مع لجنة الصليب الأحمر الدولية، يقول السفير الصحراوي.
كما اثار السيد سيدي عمار في رسالته الى مسالة العودة الى الكفاح المسلح في أعقاب الخرق الموثق من جانب دولة الاحتلال المغربية في 13 نوفمبر 2020 لاتفاق وقف إطلاق النار، مبرزا أن "جيش جبهة البوليساريو هو الذي يتصدى للعمل العدواني المغربي الجديد".
وعلاوة على ذلك، يقول السفير الصحراوي، لا يمكن لدولة الاحتلال المغربية أن تنكر أنها تجلس اليوم جنبا إلى جنب مع الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس للاتحاد الأفريقي الذي تم قبول المغرب فيه في عام 2017 بعد توقيعه ومصادقته، ودون أي تحفظ، على القانون التأسيسي للاتحاد الأفريقي وبالتالي الالتزام بمبادئه الأساسية بما في ذلك احترام الحدود القائمة عند نيل الاستقلال (المادة 4، ب).