تتواصل أشغال الجولة الثانية من الحوار الليبي بالجزائر تحت رعاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لليوم الثاني، و قد أجمع المشاركون في اليوم الأول من الحوار بين قادة الأحزاب و نشطاء سياسيين ليبيين على ضرورة إيجاد حل سياسي و سلمي يسمح لليبيا باستعادة السلم و الاستقرار.
و في هذا الشأن، أكد الوزير المنتدب المكلف بالشؤون المغاربية و الإفريقية، عبد القادر مساهل، في تدخله لدى افتتاح الجولة الثانية من الحوار الليبي أن "الحل الوحيد لإنهاء الأزمة الليبية هو بيد الليبيين" داعيا إياهم إلى "تغليب المصلحة العليا للشعب الليبي وتوحيد جهودهم لتشكيل حكومة وحدة وطنية".
من جانبه أكد رئيس بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا برناردينو ليون أن حلا سياسيا للازمة الليبية "ليس بالبعيد"، داعيا أطراف النزاع إلى تجسيد حوارهم من خلال "اتفاق مكتوب"، مثمنا في الوقت نفسه الدور الخاص الذي تلعبه الجزائر و المجسد في هذا الاجتماع للم شمل الفرقاء الليبيين.
إلى ذلك يرى عبد الحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الليبي السابق بأن اجتماع الجزائر هو الأهم لحد الآن للاقتراب من حل الأزمة الليبية، و ذلك لأن القوى السياسية الحاضرة و المتمثلة في الأحزاب الرئيسية الخمسة، ثلاثة منها لها طرف في المشهد وفي الأزمة الحاصلة.
و أضاف عبد الحفيظ غوقة أن وصول بناء الثقة و التوافق مع هذه الأحزاب السياسية مسألة مهمة جدا، فحوار الجزائر ليس لدعم الحوار و التعبير عنه فقط و إنما لتذليل كثير من الصعوبات و بناء التوافق في حل الأزمة السياسية الليبية.
أما رئيس حزب الوطن الليبي عبد الحكيم بلحاج فقد أبدى تفاؤله مما ستخرج به الجولة الثانية من توصيات في ظل تقارب وجهات النظر حيث قال إنه فيما يتعلق بحيثيات الجولة الثانية من هذا الحوار أن الجميع ينتظر اليوم صدور البيان الختامي و الذي سوف يشير إلى جملة من النقاط.
و أضاف المتحدث ذاته أنه بالأمس تمت مناقشة مسودة قدمت من قبل بعثة الأمم المتحدة تضمنت عديد النقاط، مؤكدا أنه تم تسجيل ملاحظات حولها و المتمثلة في ضرورة السعي لإيجاد حل شامل للملفات محل الخلاف بين الفريقين.
و استطرد رئيس حزب الوطن الليبي قائلا إن حزبه أشار للبعثة بأن يتم توسيع دائرة الذين سيقدمون الدعم و المساندة لفريقي الحوار و المتمثلة في المجالس البلدية و المرأة و كذا القادة الميدانيين لما لهم من تأثير مباشر على مجريات الأحداث و يأمل أن تتوج الجهود و تكلل بالنجاح للوصول إلى اتفاق لتشكيل حكومة توافق وطني و النظر في حل الأزمة المتعلقة باسم التشريع الموجودة في البلاد.
بدوره أعرب ممثل الأحزاب المستقلة المشاركة في الجولة الثانية عاطف ميلود الحاصية عن تفاؤله في تجاوز الخلافات حول قضية شرعية البرلمان و المرور إلى مرحلة بناء مؤسسات الدولة.
و يعتقد ممثل الأحزاب المستقلة المشاركة في الجولة الثانية لحوار الجزائر أنه هناك بوادر طيبة لاجتياز المرحلة قائلا إن معظم الأطراف متفقة على وجود مؤسسات تشريعية نيابة عن الشعب الليبي و عن جميع الأطراف المشاركة، كما أشاد بدور الجزائر في الوساطة.
المصدر: الإذاعة الجزائرية