أكد رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق السعيد شنقريحة، الاثنين بالجزائر العاصمة، على ضرورة اعتماد طرق ومناهج علمية حديثة، تمكن من تعزيز التعاون بين المؤسسات المعنية بإدارة الكوارث الطبيعية.
وقال الفريق شنقريحة، في كلمة له خلال إشرافه على افتتاح أشغال منتدى وطني تحت عنوان "الوقاية وتسيير المخاطر الكبرى "إن تاريخ الجيش الوطني الشعبي، يزخر بمواقف مشرفة في هذا المجال، فلم يقتصر دوره على معركتي الدفاع والبناء فحسب، بل تعداه إلى المشاركة في المجهود الوطني الرامي إلى الوقاية من الكوارث واحتواء آثارها بعد حدوثها وحماية الأرواح والممتلكات، على غرار مشاركته الفعالة في محو مخلفات الزلزال الذي ضرب منطقتي الشلف سنة 1980 وبومرداس سنة 2003 وكذا فيضانات باب الوادي بالعاصمة سنة 2001".
ووأضاف أن "الوقاية وتسيير المخاطر الكبرى: من أجل تدعيم التعاون المدني-العسكري"، بالنادي الوطني للجيش، أن "النمو المتزايد لهذه الكوارث، وما ينجر عنه من تعرض الأشخاص والممتلكات لمخاطرها، بالإضافة إلى الدروس المستخلصة من الكوارث السابقة، يدعونا اليوم جميعا، إلى ضرورة اعتماد طرق ومناهج علمية حديثة، تمكننا من إعداد دراسات استشرافية، توضع على أساسها ميكانيزمات، تهدف إلى تعزيز التعاون بين المؤسسات المعنية بإدارة الكوارث، لاسيما ما تعلق منها بالتحيين المتواصل لمخططات التدخل الخاص بالكوارث، بالتنسيق مع المتدخلين في مخطط تنظيم الإسعافات، لأن المسؤولية مشتركة بين الجميع".
وأبرز رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أهمية هذا المنتدى الذي حضره وزراء كل من الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، السكان وإصلاح المستشفيات، النقل والبيئة، علاوة عن الأمين العام لوزارة الدفاع الوطني وقادة القوات والدرك الوطني والناحية العسكرية الأولى ورؤساء الدوائر والمديرون ورؤساء المصالح المركزية بوزارة الدفاع الوطني.
وقال بهذا الصدد، أن هذا المنتدى الذي ينظمه المعهد العسكري للوثائق والتقويم والاستقبالية، يعد "فرصة سانحة، لتسليط الضوء على مختلف جوانب المخاطر الكبرى والكوارث الطبيعية، وما ينجر عنها من آثار سلبية وخيمة، ما فتئت تهدد حياة البشر، وسبل العيش ونظم الاقتصاد والبيئة، لاسيما وأننا نشهد، في الآونة الأخيرة، تزايدا غير مسبوق للكوارث في جميع أنحاء العالم، من حيث عددها وحدتها، مشكلة بذلك عقبة حقيقية أمام التنمية المستدامة".
وفي كلمته التي تابعها إطارات ومستخدمي الجيش عبر قيادات القوات والنواحي العسكرية والوحدات الكبرى، أشار الفريق شنقريحة إلى أن "تاريخ الجيش الوطني الشعبي، يزخر بمواقف مشرفة في هذا المجال، فلم يقتصر دوره على معركتي الدفاع والبناء فحسب، بل تعداه إلى المشاركة في المجهود الوطني الرامي إلى الوقاية من الكوارث واحتواء آثارها بعد حدوثها وحماية الأرواح والممتلكات، على غرار مشاركته الفعالة في محو مخلفات الزلزال الذي ضرب منطقتي الشلف سنة 1980 وبومرداس سنة 2003 وكذا فيضانات باب الوادي بالعاصمة سنة 2001".
وأضاف أن "مثل هذه المواقف المشرفة، ليست غريبة عن قيم جيشنا الوطني الشعبي، سليل جيش التحرير الوطني، الذي كان وسيبقى دوما إلى جانب شعبنا الأبي، مقدسا للعلاقة جيش - أمة وملبيا كعادته لنداء الواجب الوطني، مجندا لذلك كل طاقاته البشرية والمادية ومستفيدا من طول خبرته الثرية، ليشكل بذلك النواة الصلبة التي تنظم حولها منظومة حماية الأمن الإنساني في الجزائر " .
عقب ذلك، ألقى وزير الداخلية كلمة أكد فيها على أهمية التنسيق بين مختلف القطاعات في إدارة وتسيير المخاطر والكوارث وضرورة تحيين مخططات التدخل، لتتكيف مع المعطيات الجديدة وكذا ضرورة استعمال التكنولوجيات الحديثة للوقاية وتخفيف آثار الكوارث.
وفي ذات السياق، اعتبر مدير المعهد العسكري للوثائق والتقويم والاستقبالية، أن هذا المنتدى يعد "فرصة سانحة تسمح بتبادل الخبرات والمعارف في مجال تسيير الكوارث الكبرى، بما يكفل تقديم مقترحات عملية تثري الإستراتيجية ومخططات التدخل المخصصة للكوارث، وتساهم في تسير أمثل لها وفي ترقية التعاون المدني - العسكري وكذا رفع قدرات التدخل".
للإشارة، فإن أشغال هذا المنتدى الذي يدوم يومين، تتواصل بإلقاء محاضرات قيمة من قبل إطارات سامية في الدولة، مدنية وعسكرية، باحثين جامعيين وكذا ممثلي الهيئات المعنية بتنفيذ مخطط تنظيم الإسعافات، وذلك بهدف تسليط الضوء على مختلف أنواع المخاطر والكوارث وسبل الوقاية منها وكذا عرض مختلف طرق تسيير المخاطر الكبرى وأهمية التنسيق والتعاون المدني-العسكري في تقليص آثار هذه المخاطر.